الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

الفيل الأبرق!

في اللغة «أبرق» فلان إلى أهله أي أرسل إليهم برقية، ويقال «أبرق» الرجل غضباً أي هدد وتوعد بعصبية، وكلمة «الأبرق» تعني مكاناً غليظاً فيه خليط من الحجارة والرمل والطين، أما «الفيل الأزرق» فهي حبة مخدرة أصغر بكثير من اليقطين، وللربط بين فيلم (الفيل الأزرق) الجزء الثاني، وبين اسم (الفيل الأبرق) في العنوان، تتقاطع نقطة الربط فوراً وفي الحين، عند روائع التأليف ووقائع التلحين، حيث برع الملحن المصري الأسطورة (هشام نزيه)، في إعداد الموسيقى التصويرية المشبعة بجميع معاني الترفيه، والجمال والأكشن والإثارة والتنبيه، في قصة هذا الفيلم المشهور بالغرابة إن صح التشبيه، حيث خدمت ألحانه كل مشهد دون تعطيل أو تشويه، فأسعد المشاهدين بأعماله دون إسراف في النوتات أو تسفيه، وبدون تلاعب بالمشاعر الأصلية للمشهد أو تمويه، ولهذا وجب الشرح المفصل والتوضيح الطويل والتنويه!

يبدو أن الفنان المرهف الإحساس (هشام)، كان ابناً باراً مطيعاً و«يسمع الكلام!»، فقد توجه إلى دراسة الهندسة بناءً على رغبة والديه، فحصل على الشهادة الجامعية وقدم أفضل ما لديه، ولكنه في سنة تخرجه عمل مع الممثل الراحل «أحمد زكي» في فيلمه الرائع «هستيريا»، والذي بهر الجمهور بأنغامه المنعشة والحية، ولمساته الخفيفة والخفية، وجمله الموسيقية المشرقة والبهية، فكثر بعدها حوله الكلام، وتوالت عليه أشهر الأفلام، ومنها (الساحر، تيتو، السلم والثعبان، بلبل حيران، إكس لارج، ولاد رزق، الكنز، وإبراهيم الأبيض) ومن أهم المسلسلات العربية (نيران صديقة، السبع وصايا، أفراح القبة، العهد، وشربات لوز).

وفي عام 2018 أعلنت اللجنة الاستشارية العليا لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي المعروف والمتميز، عن قرارها تكريم الموسيقار (هشام نزيه) بمنحه جائزة الفنانة الراحلة فاتن حمامة للتميز، وذلك خلال الدورة الـ40 للمهرجان، تعبيراً عن مدى الشكر والاحترام والتقدير والامتنان، عما قدمه للعالم من أعمال خالدة في عالم الموسيقى والألحان.