الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

لأنها الشارقة.. قِبلة العقول

لو كان صبياً لأصبح الآن رجلاً راشداً، أبناؤه على مقاعد الكليات في الجامعة، لأنه تربى ونشأ في حضنِ بيئة تعي مفهوم العلم والمعرفة كل الوعي، وتدرك أن الاطلاع وعادة القراءة هي السبيل لارتقاء الإنسان، وبذلك كان حلبة يتنافس فيها المتنافسون، فصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، لا يريد لنا أن نقرأ فقط، بل أن نتبارى في القراءة، فالتباري يخلق المنافسة، والمنافسة تستوجب السعي من أجل الوصول للأكثر والأعلى والأهم والأوسع انتشاراً، فهو من قال: «نحن في الشارقة نقرأ، نريد المجتمع القارئ، وندعو إلى تعميق عادات القراءة بين فلذات الأكباد، بل وإلى توفير الكتب المناسبة للرجال والشباب وللمرأة.. كتب للجميع ولهم فيها منافع، بهذا الفهم تكون واحات الكتب واحات نور لا بد من تنميتها وتطويرها... وفي مجالاتها ومساحاتها فليتنافس المتنافسون».
جميعنا في دولة الإمارات، وفي دول الخليج وفي الوطن العربي وكذلك كل المهتمين في دول العالم، نتابع معرض الشارقة الدولي للكتاب سنوياً، لكنني في هذا العام، وعندما وجدت عبارة «الدورة الـ39» مقترنة باسم المعرض، أصابتني الدهشة، وكأنه كبر فجأة، اعتدنا زيارته سنوياً كنمط حياة، لم نشعر بأنه على وشك إكمال عقده الرابع، يرجع له الفضل في اكتساب الشارقة التي يعشقها كل المثقفين العرب بصبغة االثقافة، هو وغيره من فعالياتٍ ثقافيةٍ تجعل من الشارقة قِبلةً لأصحاب العقول، المثمنين لدور المعرفة والثقافة في بناء الحضارات.
عندما اطلعت على فعاليات وضيوف وأنشطة المعرض، شعرت بحجم الجمهور والطاقات وراءه، وكم التحدي والإصرار على النجاح والاستمرار، مهما حاولت جائحة كورونا إثناء العزم.. لأنها الشارقة.