البعض منا ينتابهم شعور وإحساس بأن ما يقدمونه للآخرين من مهام وإنجاز لأعمال، هي خدمات جليلة للناس والمجتمع الذي يعيش فيه، وينسون في غمرة هذا الشعور بأنهم يتقاضون أجرا على عملهم، وفي اللحظة نفسها لا يوجد معيار دقيق أو ميزان محدد، يمكن بواسطته معرفة مدى الجهد الذي تم بذله على الفائدة التي تم تقديمها للناس وهل تتناسب مع الأجر الذي يتقاضونه. ومع هذا فإن الشعور بالإنجاز، وأن هناك خدمات جليلة قد تمت بهدف فائدة الناس، هو شعور إيجابي وأرى أنه من الأهمية التشجيع عليه؛ لكن أن يتحول إلى حالة من التذمر والشكوى بأن هناك عملاً يقدم ويتم إنجازه دون أن يجد تشجيع ومكافأة، هنا تكون تلك المشاعر سلبية وغير مفيدة لصاحبها. من الجميل أن نسعى لخدمة الناس والمجتمع الذي نعيش فيه، ومن الجميل أن نشعر بأننا ننجز ونقدم خدمات جليلة، لكن دون المساس بكرامة الآخرين وتغذيتهم بشعور الفضل والمنة عليهم، ودون الإعلاء من قيمة ما يتم تقديمه للدرجة التي يظهر وكأن الحياة لن تستمر إلا بمبادرتك. حيوية الحياة وأهميتها تكمن في التعاون والتعاضد والتكاتف، وعندما نفقد هذا الجانب، لا تصبح للكثير من جوانب الحياة قيمة تذكر، عندما تقدم عمل ولا يتقاطع أو لا يستهدف حماية الناس أو مساعدتهم أو توجيههم لما فيه خير لهم ونفعهم، فما هي قيمة هذا العمل؟ بل ما هو المردود الحقيقي الذي نحتاجه فعلاً، ولا أقصد الجانب المادي، وإنما أشير للجانب العاطفي والنفسي والوجداني، الشعور بتقدير الذات، والشعور بالفعالية الاجتماعية وأنك في مجتمع تحتاجه وهو أيضاً يحتاجك، الشعور بأنك جزء من منظومة تساهم في نموها وفعاليتها بحيوية ومهارة وإنتاجية مفيدة للجميع. إذا كان هذا هو الحال فلتغمر نفسك بالمشاعر والأحاسيس كيفما تريد.