كثيرة هي الدراسات والبحوث النفسية والاجتماعية التي وصلت لحقيقة يتم تكرارها بأن الطفل يكتسب مختلف قيمه ومبادئه وعاداته وتصرفاته من محيطه القريب منه منذ نعومة أظفاره حتى دخوله في المراحل العمرية المختلفة، ودون شك فإن الأسرة هي أول المؤثرين وأول المعلمين، والتي من خلالها يكتسب الكثير من المفاهيم والعلوم والمعارف؛ لذا عند الحديث عن الطفل المتنمر أو الطفل العدواني أو الطفل العصبي أو الطفل الغاضب، توجه نحو أسرته، توجه نحو الأم والأب، وابحث عن كل هذا الغضب وكل هذه السلوكيات المؤلمة القاسية التي تخرج على لسان طفل لتوه يتعلم رص الكلمات وترتيب الجمل، لتوه يتعلم كيف يخرج الحروف من مخارجها الصحيحة. هناك دراسات كثيرة توصلت إلى أن الأطفال تبدأ لديهم العدوانية والعنف على الأشياء الموجودة في المنزل بتحطيمها والتخريب، ثم مرحلة ثانية يبدأ فيها الطفل العدوانية والتنمر بالألفاظ والشتم والصراخ، والمشكلة هنا عدم الاهتمام بل تجد إهمالاً وعدم علاج من الأم والأب، بل إن البعض قد يضحك على مثل هذه التصرفات وبطريقة غير مباشرة يشجع الطفل على هذا السلوك، كأن تكون ردّة فعله عند تحطيم كوب ماء، سنحضر كوباً آخر، أو عندما يسمع ابنه يتلفظ بلفظ قاس ضد أحد ما، يضحك ويقول بانه ما زال طفلاً صغيراً، هنا تكبر هذه العادات وتترسخ في عقله وتصبح جزءاً من شخصيته، وبطبيعة الحال ليس الحل في العقاب الجسدي، بقدر ما أنه يكمن في الشرح والتفهيم، ولا بأس عند التكرار من العقاب بالحرمان من شيء ما يحب الطفل ممارسته كاللعب بلعبة ما أو منعه من الخروج في نزهة كان ينتظرها. المهم أنه يجب رصد السلوكيات غير المنضبطة التي تصدر من الطفل مبكراً وعلاجها، ويمكن استشارة المختصين في هذا المجال، المهم عدم تجاهل عادات العنف التي تبدأ صغيرة وتنمو مع الطفل بمباركة وتشجيع من الأم والأب.