الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

الشارقة.. و«الخلاص الثقافي»

أشهرٌ طويلة أسدلت فيها ستائر المسارح، وماتت الموسيقى، وساحت الألوان من أوراق الرّسم، واكتست المقتنيات في المتاحف الغبار، وتحولت كل المعامل لتنتج من داخل البيت، بينما بقي العاملون في الحقل الثقافي يمنّون النفس بلقمة عيش سرقها كورونا.

هذا جزء من المشهد القاتم الذي خلفه الوباء، ورغم المحاولات الرقمية لضخ الدم في مفاصل الثقافة المختلفة إلا أن البرود ظل مسيطراً وأفقده حسه الوجودي، وكان لا بد من خلاص وإيمان بأهمية إنقاذ هذا القطاع المسؤول عن تكوين الوعي في المجتمعات، وسرعان ما اجتمعت حزم من نور منبعثة من شارقة الكتاب، فتعاظم الدعم للعاملين في المجالات الإبداعية والصناعات الثقافية، فجاء مثلاً صندوق الأزمات للناشرين الإماراتيين الذي أطلقته الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، وهنا وضعت وزارة الثقافة وتنمية المعرفة يدها مساهمة في إطار برنامجها الوطني الذي أطلقته لدعم المبدعين ماديّاً في بداية الأزمة.

وبينما كان اليأس يسري بين صفوف عشاق الأدب والفكر انتشت الروح من جديد حينما أعلن صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة عن فتح أبواب معرض الشارقة الدولي للكتاب.


هناك ترى اللهفة والنشوة مجتمعتين، والأيادي تتلقف عناوين الكتب وكأنها ستنقرض قريباً، والأمل يرتفع بين العاملين في هذه الصناعة مع الإعلان عن تقديم دعم مادي ضخم من سلطان الثقافة.


فما بين 10 ملايين درهم لإثراء المكتبات و6 ملايين أخرى ترفع عن دور النشر المشاركة، يقبع إيمان سموه بأن الثقافة أساس بناء الحوار الإنساني وخلق الوئام بين شعوب العالم.