الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

سر العبقرية

دون أدنى شك أن الطفل يتعرض لمؤثرات منذ الوهلة الأولى، منذ الصرخات الأولى له في الحياة، وفي مختلف مراحل نموه، هذه المؤثرات ليست بالضرورة جميعها إيجابية ومفيدة لنشأته ومستقبله. الجميع يعتقد أن هذا مجرد طفل، ويحتاج للتوجيه والتعليم والنصح والإرشاد، وهؤلاء الجميع، من الأم والأب والمعلمين في المدرسة ومختلف الأوجه التي يلتقيها الطفل في مجتمعه، لا يقدمون له إلا تجاربهم التي قد لا تكون ناجحة، ولا يقدمون له إلا وجهات نظرهم التي قد لا تكون في محلها، ولا يقدمون له إلا النصائح التي يعتقدون أنها تفيده بينما هي تكسره وتحد من تفوقه وذكائه، لا يقدمون له إلا طريقة حياتهم وحكمهم على الأحداث، بينما هو يحتاج شيئاً مختلفاً، لأنه يعيش ظروفاً مختلفة، وفي زمن مختلف، لكن جميع هؤلاء الموجهين والمعلمين والمرشدين والمربين، لا يلتفتون للطفل نفسه ولا إلى قدراته، ولا إلى ميوله، ولا إلى طريقة تفكيره، ولا إلى نظرته للأشياء، وكيف يتعامل معها، الجميع يعمل ويحاول التأثير على هذا الطفل، حتى يخرج في نهاية المطاف نسخة طبق الأصل من هؤلاء الكبار، لم يتغذَّ بالابتكار ولم يتم تشجيعه على البحث، ولم يتم تنمية فضوله وإشباع شغفه. كثير من الفلاسفة والكتاب والمفكرين، رأوا في الطفولة كنزاً وحياة مفعمة بالذكاء والبراءة المفيدة للبشرية، وجدوها مرحلة من الحماس والانطلاق، مرحلة من البناء والنظرة الإيجابية نحو الحياة المفعمة بالإنجازات والرقي والخير والسعادة، من هؤلاء المؤلف والروائي الإنجليزي الراحل ألدوس هكسلي، الذي قرأت له كلمات تنسب له جاء فيها: »سر العبقرية هو أن تحتفظ بروح الطفولة إلى سن الشيخوخة، ما يعني ألا تفقد حماسك أبداًلذا لنترك لأطفالنا الاحتفاظ بروح الطفولة بكل تفاصيلها حتى ينعموا في مستقبلهم بالعبقرية وبكل التوهج والإشراق.