الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

التوأمان

تشابهت لديهما الأسماء والإبداع واحد، واختلفت فيهما الموهبة والأصل واحد، فكلاهما جاء إلى الدنيا يحمل ذات الاسم المميز، (جون ويليامز) الكاتب والشاعر ونظيره (جون ويليامز) الموسيقي المتميز، ولد (جون) الأول في 1922، وولد بعده (جون) الثاني بعشر سنين، أي في سنة 1932، وكما يفعل القدر دائماً حين يزيد من حنيننا، مات الأكبر سناً وما زال الأصغر حياً بيننا.

الأديب الأمريكي (جون ويليامز) والأستاذ الجامعي والروائي، ثمة نعومة تحيط بقلمه تلطف حروف الهجاء، ليسري في أطراف القارئ نوع من الخدر، فينتابه شعور قوي بهوية المصير والقدر، وكأن كلمات (جون) الخارجية تلمس الطاقة البشرية الداخلية، فيفهم كل من يقرؤها معنى أسرار ذاته، ويبدأ بتحليل السطور واستيعاب كل حرف بذاته، والغريب أنه في شبابه شارك في الحرب العالمية الثانية، ولم يتنازل عن حقه في الكتابة ولو لثانية، إلى أن وافته المنية في عمرٍ ناهز الـ72، لتعيش كتبه بيننا ويراه من خلالها البشر أجمعين.

أما الموسيقار الأمريكي (جون ويليامز) الملحن والمؤلف وعازف البيانو وقائد الأوركسترا، الذي حفر اسمه في ذاكرة الفن وتاريخه إلى الأبد لئلا يُنسى بالمرة، فقد ألف خلال مسيرته المهنية الموسيقى التصويرية للأفلام الأكثر شهرة، مثل (حرب النجوم، الفك المفترس، إي تي، حديقة الديناصورات، إنقاذ الجندي رايان، أمسكني لو استطعت، وحيد في المنزل، عودة سوبرمان، لينكولن، إنديانا جونز، الذكاء الاصطناعي، و3 أجزاء من هاري بوتر)، ومن المستحيل ألّا تكون قد شاهدت أحد هذه الأفلام أو ألّا تكون موسيقاه قد دقت في قلبك الوتر.


فاز (ويليامز) بـخمس جوائز «أوسكار» من أصل 46 ترشيحاً، رغم أن فوزه الفعلي كان في جميع أعماله واضحاً كالشمس وصريحاً، كما حصد 4 جوائز «غولدن غلوب» و7 جوائز «بافتا» و11 جائزة «غرامي»، فاكتسب ثقة المخرجين والمنتجين وحب المشاهدين وجل تقديري واحترامي.