سلطان الثقافة

في بداية عام 2020 قمت كعادتي بإعداد قائمة الكتب التي أنوي شراءها من معرض أبوظبي الدولي للكتاب والتي عادة ما تتجاوز الـ100 كتاب، ومع ظهور فيروس كورونا وتحوله إلى جائحة وضعت يدي على قلبي خشية إلغاء المعرض، وللأسف كان خوفي في محله وتم إلغاؤه وهو ما شكّل لي أشبه ما يكون بالصدمة خاصة أنني أنتظره على أحر من الجمر كل عام.

بقي أملنا الوحيد في إقامة معرض الشارقة للكتاب والذي أُعلن عن إقامته، ثم تواردت أخبار عن إلغائه إلى أن تقررت أخيراً إقامته وهو ما أسعد وأثلج جميع عشّاق الثقافة وجماهيرها، قمت بزيارة المعرض هذا الأسبوع، وكان الوضع هادئاً ويفتقد الازدحام والإقبال المعهود في هذا العرس الثقافي وهو أمر متوقع دون شك.

أثناء تجوالي في المعرض، تجاذبت أطراف الحديث مع أصحاب بعض دور النشر الذين أثنوا على قرار الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي بإقامة المعرض الذي كان بمثابة طوق نجاة لدورهم في ظل الوضع المتردي بسبب كورونا، في الوقت ذاته لم يترددوا عن التصريح بأن مشاركتهم في المعرض غير مربحة وغير مجدية مادياً ودخل الكثير منهم لا يُغطي قيمة إيجار جناحهم في المعرض.

لم تمر سويعات عقب زيارتي إلى المعرض، إلا ووسائل التواصل الاجتماعي تنشر خبر إعفاء الشيخ الدكتور سلطان جميع دور النشر المشاركة في الدورة الحالية لمعرض الشارقة الدولي للكتاب من رسوم إيجارات الأجنحة، ولكم أن تتخيلوا فرحة دور النشر بهذه البادرة الإنسانية العظيمة التي ضمّدت جراح سوق النشر.. إن كان للثقافة عنوان، فهو حتماً الشيخ سلطان.