الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

كن مخلصاً للوطن... بحق

الإخلاص للوطن أمر واجب، ليس بالتظاهر والبهرجة، وليس من باب الواجب والوطنية فقط، لكن من باب الحرية، فأول دروب الحرية حب الوطن، فإن كنت تعتبر نفسك حراً فيجب عليك أن تحب وطنك بكل ما أوتيت من مشاعر وأحاسيس، فمن يكره وطنه أو يكيد له من أجل أي انتماء آخر فكري أو فلسفي أو معتقدي فهو ليس حراً، الحرية حب الوطن بلا شروط.

آباؤنا وأجدادنا الأوائل، إخلاصهم للوطن لم يكن ردّاً على عطايا الوطن، فعطاءات الوطن في ذلك الوقت كانت شحيحة، لكن إخلاصهم كان من باب الحب والواجب، من باب كمال الانتماء والوفاء المتجرد من كل الماديات الزائلة.

الآباء والأجداد بذلوا الغالي والنفيس من أجل صون الوطن وحمايته وبنائه بقدر إمكاناتهم، وعملوا على ذلك إلى أبعد مدى، وإلى أقصى حدود معرفتهم وطاقاتهم، ولم يضعوا في حسبانهم يوماً حجم المردود الذي سيعود عليهم جراء ذلك، ولنا في الأقوال المأثورة للقائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، أفضل مرشد فهو القائل: «لقد أسهم الآباء في بناء هذا الوطن وواجبنا أن نبني للأجيال القادمة وأن نواصل مسيرة الأسلاف»، فرغم قلّة الإمكانات كانت عطاءات الأوائل كبيرة، وليس على الأجيال الجديدة إلا أن تكون بذلك المستوى الكبير الذي كان به أسلافهم، ويقدموا عطاءات أكبر، عطاءات كبيرة تليق بمستوى الهبات التي قدمها الوطن منذ أن أفاض الله على وطننا الخير الوفير والرزق الكثير، ومن أقوال المؤسس القائد الشيخ زايد أيضاً: «علينا أن نكافح ونحرص على دفع مسيرة العمل في هذا الوطن والدفاع عنه بنفس الروح والشجاعة التي يتحلى بها أسلافنا».


ومن أكبر الخيانات التي تضر بالوطن هي الغش والتزوير، ومن اعتاد على الغش والتزوير في المدرسة ثم مارس ذات الشيء في الجامعة، حتماً سيستسهل الغش في العمل، بل ويستمر معه الغش مادام حياً، فمن شب على شيء شاب عليه، ومن نجح في بداياته بالتزوير فسيكون التزوير أسلوب حياته في نهاياته.. هكذا هي الأيام تعطي حسبما تأخذ.


وكذلك الذي تعوّد على سرقة أفكار الآخرين وابتكاراتهم وقام بتقليد مشاريعهم ومنتجاتهم، فسيسهل عليه فعل أكبر من ذلك في حق وطنه، لذا فإن من الوطنية النزاهة والإخلاص والعمل المستمر على رفعة الوطن.