الثلاثاء - 23 أبريل 2024
الثلاثاء - 23 أبريل 2024

اكتسبنا الخبرة بثمن غالٍ

لا تساورني الشكوك إطلاقاً بأن هذه الجائحة التي عمت العالم -فيروس «كوفيد-19»- قد أزف وقت زوالها، وأن الحياة ستعود لزخمها وحيويتها قريباً بشكل كامل. إلا أن الذي يبقى في الذاكرة الجمعية للناس، هي تلك الأيام التي عم فيها الحظر والعزل، هي في الضحايا الذين أسلموا الروح بسبب هذا الفيروس، وهي في القطاعات الصحية في مختلف أرجاء العالم التي انهارت وتلك التي صمدت، وهي في النساء والرجال الذين صمدوا على خط الدفاع الأول. دون أدنى شك أن «كوفيد-19» تجربة بشرية ثمينة شملت مختلف أرجاء الكرة الأرضية، وبالتالي إن كان لهذا الفيروس من وقع وفائدة تذكر، فهي توحيد التفكير البشري، لقد جعل الناس جميع الناس في همّ واحد، هاجس واحد، رغبة واحدة، وهي مكافحة هذا الفيروس والتغلب عليه؛ لقد كان هناك أمل واحد وهدف واحد للبشرية، وكانت الأمم المختلفة تتحد لتحقيقه. لقد تصاعد الأمل واتسع بقرب بانتهاء هذا الفيروس، لكن الخطر يبقى متواجداً، ويبقى واجبنا حماية أنفسنا وأحبتنا ومجتمعاتنا خاصة مع تزايد الوعي والمعرفة بالإجراءات اللازم اتخاذها حتى فعلاً ينتهي ويتم القضاء عليه. دون أدنى شك أن خلال الفترة القادمة ستكون الدراسات والبحوث فيها خصبة وكثيرة ومتنوعة من المجتمع إلى الاقتصاد وصولاً إلى الصحة والتنمية وغيرها، لأن هذا الفيروس شمل بتأثيره مختلف أوجه الحياة البشرية دون استثناء. هذه الدراسات ستعطي نتائج وخلاصات لما حدث وردة الفعل، وأيضاً سترصد جوانب الإخفاق وكيف التصدي لمثل هذه الجائحة مستقبلاً بمهارة وحرفية ومعرفة، بمعنى أن البشرية ستكون أكثر استعداداً وقوة، وستكون أكثر تنسيقاً وترابطاً؛ لقد عرف عن الإنسان منذ الأزل أنه يستفيد من الأخطاء ويتعلم من الإخفاقات ويأخذ الدروس من المفاجآت والأحداث المباغتة، و«كوفيد-19» انتشر بسبب بطء الإجراءات العالمية وضعف التنسيق بين المنظمات الدولية. أنا متأكدة أنه لن يمر على البشرية في المستقبل حدث مشابه، لأننا اكتسبنا الاستعداد والخبرة اللازمة.