الراحة النفسية باتت مطلباً مُلحّاً، خاصة في هذا العصر المتوهج بالتقنيات الحديثة وبما نعيشه من ثورة في مجال الاتصالات، والتي ساهمت في تزاحم وضغط كبير في حياتنا الاجتماعية والعملية، مع أنها أيضاً قدمت الكثير من الحلول وسهلت الحياة في جوانب عديدة، إلا أنها جعلت في اللحظة نفسها العالم بين يدينا بكل الزخم من الأحداث وذلك من خلال ما يصلنا من صورة وصوت بشكل مباشر وسريع وواضح وفي لحظة زمنية قصيرة جداً. الهواتف النقالة الصغيرة التي نحملها 24 ساعة، متصلة بشبكة الإنترنت في تواصل دائم بالعالم بكل اتساعه وتشعبه، هي أيضاً جعلتنا في انشغال واتصال مستمر بحياتنا الوظيفية فلم يعد للعمل وقتاً وإطاراً محددين أو لحظة زمنية ينتهي فيها، هذه جميعها وضعت عبئاً غير قليل على كل واحد منا. لذا ظهر مفهوم الراحة النفسية والذهنية، وبات مطلباً مُلحاً، ونحن نعبر عن هذه الحاجة بعدة أوجه، مثل الحاجة للتوقف والابتعاد عن كل هذا الزخم، والبعض يحاول في إجازته الذهاب بعيداً لمواقع ريفية بعيداً عن الاتصالات الحديثة وشبكة الإنترنت. الذي أريد الوصول له، أننا وسط هذا الزخم والركض المستمر، قد نحتاج بين وقت وآخر لاستراحة وتوقف لالتقاط الأنفاس، والأهم أننا قد نحتاج لاستشارة من متخصص في مجال الطب النفسي، ليقدم لنا البعض من الإرشادات والحلول لما نعانيه من ضغوط وعقبات، فالتصرف حيالها ومعالجتها بالطريقة الصحيحة والعلمية على درجة عالية من الأهمية، وأيضاً تساعدنا في اتخاذ القرارات الصحيحة. نحتاج للراحة والتوقف، لكننا نحتاج أيضاً للإرشاد الصحيح المتخصص، فلا تهمل التوجه نحو الطب النفسي والعلاج والإرشاد النفسي.
أبوظبي التي في خاطري
الحديث عن مدينة أبوظبي، متجدد في نفسي دائماً، غزير في محتواه، كما هو في شجنه السخي، حينما تتفتح نوافذ الذاكرة القصية للمدينة في القلب والبال، فيبعث في النفس الحنين لوطن جميل بكل ما فيه!
أبوظبي، المدينة الهادئة، أشبه بامرأة وقور، سهلة، طيبة المعشر، مهما حاولت أن تتفلت من حالة الميل أو الخضوع لها حباً، تبوء كل محاولاتك بالفشل، كمن يريد أن يقتل حباً كبيراً في نفسه بحب عابر؛ فكيف بمدينة كبرتَ معها، وماضيها منحوت في ذاكرتك، وذاكرتك تستوطن أرضها وسماءها؟! دائماً ما تُبقيكَ على عهد الحب معها!
فاطمة المزروعي
منذ 14 ساعات
محمد جاسم
منذ يومين
أبوظبي مدينة آمِنة من قبل أن يُعبّد أول شارع فيها، ومن قبل أن يضاء أول عمود إنارة في شوارعها، مذ أن كانت البيوت تُبنى من رملة البحر الأبيض، أمانها الذي يشعرك بأن كل شبر فيها هو صحن بيتك، وكل بيت هو بيتك، لا نطرق الأبواب، كنا نلج بيوت أحبتنا وجيراننا بلا استئذان، كانت البيوت أشبه بعائلة واحدة ممتدة على اختلاف جنسياتها!
أبوظبي، بصباحاتها المغبشّة الوادعة، المُنّداة ببقايا رطوبة ثقيلة، ومن قبل أن يذهب الناس لأعمالهم، كان الصبيات الصغيرات يتجمعن كالفراشات في زاوية تحت عمود إنارة شاهق، المحاذي لمبنى الجوازات آنذاك، في انتظار باص المدرسة، وبمحاذاته، وعلى بُعد أربعة أمتار، تقف طوابير طويلة لعمالة آسيوية، جديدة، أمام مبنى الجوازات، في البداية كنا نخاف تلك الطوابير التي تتشكل من قبل طلوع الشمس، حتى اعتدناها، إلى أن تم نقل دائرة الجوازات إلى المقر الجديد.
الإحساس بمدينة أبوظبي، وإن لم تطأ قدماك كل شبر فيها، يُشعرك بأن كل مكان، ومَعِلم، وشارع لك ذكرى فيه، أو قصة معه، حتى «دكاكين القراشية» لتجارة الجملة، التي كانت تقع على واجهة البحر آنذاك، تذكرني بطفولتي.. بأبي وأمي، حينما كانا يصطحباننا معهما في ضحى يوم الجمعة، لشراء «مير» البيت، وبهجتنا نحن الصغار بهذا الطقس الشهري.
أما حديقة المطار القديم، فكانت ملاذنا الآمن أيام القيظ، عند انقطاع الكهرباء عن البيوت، كنا نفترش «حشيشها» ونبات بأمان!
الأخبار ذات الصلة
فاطمة المزروعي
20 يناير 2021
سحر الزارعي
19 يناير 2021
فاطمة المزروعي
18 يناير 2021
إيمان الهاشمي
17 يناير 2021
فاطمة المزروعي
16 يناير 2021
فاطمة المزروعي
13 يناير 2021
فاطمة المزروعي
11 يناير 2021
إيمان الهاشمي
10 يناير 2021
فاطمة المزروعي
9 يناير 2021
فاطمة المزروعي
6 يناير 2021
فاطمة المزروعي
4 يناير 2021
إيمان الهاشمي
3 يناير 2021
فاطمة المزروعي
2 يناير 2021
فاطمة المزروعي
30 ديسمبر 2020
فاطمة المزروعي
28 ديسمبر 2020
إيمان الهاشمي
27 ديسمبر 2020