الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

أَمَـلي يا Amélie

تبدأ أغلب المعارك عندما تنجح أو تنتصر، فيتكاثر أعداؤك فجأةً لكيلا تنتصر، ويتراكم فوقك المنافقون إلى أن تنحسر، لكن لا تنتهي المعركة حين تخسر أو تنكسر، وإنما حين تقرر أنت أن تخسر وتنكسر، ولذلك ردد معي هذه الكلمات، التي كتبتها بكل ثقةٍ وثبات: ((أنا لا أخوضُ المعـركة لأخسـر، أنا لا أذوقُ طعـم الهـزيمة** أنا لا أرفعُ الراية البـيـضاء، أنا لا أطيقُ ضعف العزيمة** أنا سلاحي عـزمي وثـباتي، فـأنا الـجـاني بلا جــريمة** ولـن أبالي إن فشلتُ مرةً، وسـأعيد الكـَـرّة من جــديدِ** وإن لم تـَسـْـلـَم بـحـظي جـرةً، فــســأحاول بجهـدٍ شـديدِ** وسـأحــيا أنا دائـماً حـرةً، صلبةً قــويةً كـالـحــديدِ))

(يان تيرسن) الملحن والمؤلف والعازف الفرنسي ذو الأصول النرويجية والبلجيكية، عشق الصخب في موسيقى الروك وفي الوقت ذاته عانق الهدوء في الموسيقى الكلاسيكية، درس آلتي البيانو والكمان، واحترفهما معاً بكل إتقان، إلاّ أنه في عمر الـــ13 كسر كمانه واستبدله بآلة الجيتار، ليعلن قلبه القرار بأنه قد اختار هذا النوع من الأوتار، وهكذا أنشأ فرقة روك خاصة به، وكفر بالعصر الكلاسيكي بعدما آمن به، ولكنه بعد زمنٍ لا بأس به، انفصل عنهم وافتتح استوديو تسجيلات استقل به، وحينها لم يكن (تيرسن) معروفاً كثيراً خارج بلده فرنسا، إلى أن أطلق موسيقاه التصويرية الأولى التي لا ولن تُنسى، في فيلم «أميلي» الذي حققت ألحانه نجاحاً باهراً، وكأنها غناء قمرٍ قضى ليله وحيداً ساهراً، فذاع صيتها أكثر من القصة نفسها، وتشبث المشاهدون بآذانهم أكثر من أعينهم ذاتها، وبالتالي انتشرت هذه الترنيمة في دول العالم بأسرها، فالأذنُ تعشق حين يتم خطف مسامعها وبالأحرى أَسْرها، كما لو أن اختطافها أمر قد أسعدها وأسرَّها.

يجزم الكثيرون بأن أعمال (تيرسن) الحصرية، أشبه بالنغمات الموسيقية البصرية، حيث يرى فيها المستمع ألوان الأمل ويطير معها بحرية، وهذا هو أملي يا Amelie.