الثلاثاء - 23 أبريل 2024
الثلاثاء - 23 أبريل 2024

البديل عن المدرسة

كثيرون منذ القدم وحتى يومنا، يتحدثون عن المؤسسة العريقة والقديمة، والتي لها أثر بالغ في حياتنا جميعاً وهي المدرسة. يتحدثون وكأنها تجربة بشرية لها بضع سنوات فقط، بينما تاريخها الحقيقي ضارب العمق في الزمن البشري لدرجة الخلاف في تحديد متى بدأ التعليم المنظم المعروف بالمدرسة. قرأت قبل عدة أيام في كتاب حمل عنوان: المدرسة وتربية الفكر، من تأليف ماثيو ليبمان، جاء في بداية الكتاب تحت عنوان المدخل: «لقد قال أحد المعلقين المتشائمين ذات يوم إن الإنسان اخترع الكلام ليخفي أفكاره، وربما يكون هذا المعلق نفسه قد أضاف قائلاً: «إن الناس يرسلون أطفالهم إلى المدارس ليحولوا بينهم وبين التفكير». فإذا كان الأمر كذلك، فإن المدرسة لا تعدو كونها وسيلة لتقييد النجاح. فليس من السهل منع الأطفال من التفكير. بطبيعة الحال المؤلف يورد هنا جانباً من التجديف ضد المدرسة وما قيل عنها. ولكننا حتى في هذا العصر، نسمع النقد الشديد والقاسي وأن المدرسة لا تضيف شيئاً جديداً لأبنائنا. وجود النقد أو الملاحظات، لا يعني أن هذه المسيرة متعثرة ويجب اقتلاعها، لأننا إن بحثنا عن بديل لن نجد، وكما لاحظنا مع هذه الجائحة وتوقف المدارس ثم بداية التعليم الإلكتروني عن بُعد، كيف ظهرت كثير من العثرات، وتذمر الأمهات والآباء، والكثير وقفوا عاجزين عن اللحاق بالمنهج، فضلاً عن متابعة الأبناء في الاستذكار والمراجعة. لقد كشفت لنا هذه الجائحة عمق ما كانت تزيحه المدرسة عن كواهلنا من عبء ثقيل يتعلق بتعليم أطفالنا. نعم نريد تطوير المناهج وتطوير طرق التدريس، نعم نريد بيئة مدرسية مبدعة ومبتكرة، لذا قبل التحدث عن الإلغاء يجب الحديث عن البديل، وإن لم يوجد هذا البديل، فنركز على تطوير ما بين أيدينا.