كم كانت بادرة خلاقة من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، أن يقوم بتخصيص حفل أوائل الإمارات هذا العام لتكريم الشخصيات والتجارب والمؤسسات الاستثنائية التي جعلت من دولة الإمارات نموذجاً في التعامل مع جائحة كوفيد 19، حيث ستكون الترشيحات على وسم #أوائل_الإمارات.
هذه الجائحة تجربة جديدة كلياً فريدة من نوعها، احتكرت الرقم 1 في أولويات جميع الأمم هذا العام وكان لها أشد التأثيرات على جميع القطاعات والأصعدة. في المقابل وقفت ملايين العقول أمام موجات الجائحة لتصميم حلول مناسبة رغم صعوبة الأمر بسبب تعقيداتها المتفرعة. في الإمارات عشرات التجارب التي تستحق الإشادة، من أبرزها «كليات التقنية العليا» التي تستحق الفوز بجدارة من خلال باقة مدهشة من الإنجازات الرائعة، فهي أسرع مؤسسة تعليم عالٍ في التحول من التعليم في الحرم الجامعي للتعليم الرقمي خلال جائحة كورونا، وقد حققت 93% كمعدل رضا للطلبة، وهي أول مؤسسة تعليم عالٍ تبادر بطرح واعتماد نموذج التعليم الهجين، وأول مؤسسة تعليم عالٍ تستخدم الواقع الافتراضي في تدريب الموظفين على السلامة والصحة المهنية خلال الجائحة.
لم تقف إنجازاتها عند ذلك الحد، بل كانت أول مؤسسة تعليم عالٍ تعتمد العمل التطوعي كمتطلب تخرّج إلزامي وتتيحه عن بُعد خلال الجائحة، مما كان له أثر إيجابي في دعم جهود الحكومة في مواجهة جائحة كورونا خلال فترة الإغلاق، وكانت أول مؤسسة تعليم عالٍ نجحت في إنتاج أداة تُضاعف القدرة الاستيعابية لأجهزة التنفس إلى الضعف، بقدرة إنتاجية تعادل 1000 قطعة أسبوعياً خلال الجائحة، بجانب نجاحها في تحويل 12 مختبر تابع لبرنامج تقنية المعلومات، إلى مختبرات افتراضية بالكامل.
لقد نفَّذت «كليات التقنية العليا» برنامجاً صيفياً مجانياً بعنوان «مدخل إلى العلوم الطبية والتمريض» بالتعاون مع مؤسسة «ألف» للتعليم ومستشفيات «كابيتال هيلث»، استفاد منه 3312 طالباً وطالبة، 58% من الدولة و42% من 43 دولة مختلفة، ولا ننسى فوزها الهام بجائزة «روسبا» العالمية للصحة والسلامة المهنية، وهي أول مؤسسة تعليم عالٍ تفوز بهذه الجائزة على مستوى الوطن العربي، ما يبرهن على الاحترافية في التعامل مع الجائحة والحفاظ على صحة وسلامة الأفراد.