الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

هكذا وطن

الأعياد الوطنية لا تشبه غيرها من المناسبات.. فهي ليست مجرد رقم يضاف إلى العمر، بل محطة يتنفس عندها الوطن الصعداء، ليستعد في رحلة الصعود نحو قمة يجد فيها الإنسان نفسه إنساناً بحق، مرفهاً بحقوقه ومطمئناً على مستقبل أجياله.

الإمارات وهي تحتفل بذكرى اتحادها الـ49، ترسل رسالة مهمة جداً لكل من ينظر إلى تجربتها الوحدوية والتنموية كنموذج، رسالة مفادها: أن العمل لا يتوقف مهما كان حجم التحديات الداخلية والخارجية، فلا ملهيات عن أهداف محددة وضعت لاستقبال الـ50 عاماً المقبلة.

نعم يصعب التنبؤ بالمستقبل، لذلك هذا النمط من الإدارة الحكومية لا يتماشى مع التسليميين والبديهيين، بل هو مصمم لكل أولئك الذين يؤمنون بالتفكير خارج الصندوق والابتكار كمبدأ، وهكذا هي حكومتنا وفرق عملها.


الأهم هنا، أن الوطن لا يعمل لأجل أبنائه فحسب، بل يرى قادتنا أن ما نريده يجب أن يكون «عربياً لا إماراتياً فقط»، في شمولية المصلحة وعموميتها العربية، هكذا هو النهج هنا.


الاحتفال الوطني في فكر الإماراتي هو محطة شحذ الهمم نحو مرحلة جديدة نستعد فيها ليوبيل الدولة الذهبي وما يليها من أعوام طويلة، ونعمل معاً على أكبر استراتيجية عمل وطنية من نوعها في كل المستويات بعد أن انطلقنا من رحم قسوة الصحراء في نهاية الستينيات، ووصلنا إلى مصاف الدولة الكبرى بشهادات من قادة ومنظمات دولية.

هكذا وطن يرتدي لباساً عربياً وإسلامياً لا ينزعه مهما كانت الظروف والأزمات، يحق أن نفاخر به بين الأمم وهو لاعب إقليمي يضرب تارة بيد من حديد، وتارةً يمسح بيد حانية حين ساعة النجدة، ولا أدل من زمن كورونا في هكذا نهج.