الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

راية الاتحاد

قد لا يتصور البعض أن الناس عاشوا في المنطقة قبل سنوات طويلة في ظروف صعبة للغاية، فالصراعات القبلية وتفرق الكلمة وغيرها من العوامل أسهمت بشكل رئيسي في ذلك، فقيض الله للناس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وإخوانه حكام الإمارات، فاجتمعت كلمة الناس واتحدت الإمارات المتفرقة.

جاءت راية الاتحاد، وعصر الاتحاد، ودولة الاتحاد، فتغير حال الجميع إلى رخاء وأمن وأمان وسعة بفضل الله، فالحمد لله حمداً كثيرا طيباً مباركاً فيه، ونحن نرى في أيامنا أحوال دول عصفت بها فتن معاصرة فتبدل حال الناس إلى أمور لا تسر أبداً، لذلك علينا أن نحافظ على نعمة الاتحاد بكل ما نقدر عليه، وعلى الأجيال القادمة ـ والناشئة خصوصاً ــ حمل كبير لتقدير هذه النعمة وإعطائها حظها من الشكر والمحافظة عليها، وهذا دور الآباء والأمهات خصوصاً، فالأطفال ينشؤون على ما يسمعونه من آبائهم وأمهاتهم، فاغرسوا فيهم حمد الله على نعمة الاتحاد وغيرها من النعم، وهذا سيثمر في قلوبهم تقديرها بإذن الله.

ومن شُكْرِ الله على نِعَمهِ أن نشكر الناس من أصحاب الفضل والإحسان، خصوصاً من تحملوا الكثير لأجل جمع الكلمة ووحدة الصف من جيل الآباء المؤسسين، فنسأل الله لهم الرحمة والمغفرة وأن يجزيهم عنا خير الجزاء.

وعلينا أيضاً أن نشكر ولاة أمرنا وعلى رأسهم صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، ونكثر من الدعاء لهم، فمن علامات الخير الدعوة لولاة الأمر بالسداد والإعانة والتوفيق، ولا بد أن نعلم أن كثيراً من شعوب العالم تحلم بحكَّام مثل حكامنا في طيب تعاملهم وحسن أخلاقهم وعدلهم مع رعيتهم.

كما أننا يجب أن نكون يداً واحدة معهم في العسر واليسر والمنشط والمكره، وهذه من أهم المهمات في هذه الأيام خصوصا، فقد يتربص بعضهم بدولنا المكر الكُبَّار، ومن طرق دفع مكر الأعداء أن تكون اليد واحدة تحت راية الاتحاد، وأما رايات الفتن والتفرق والتحزب فلا يمكن أن تجد لها طريقاً بيننا، فالله تعالى يقول: (وٱعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ ٱللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُواْ ۚ وَٱذْكُرُواْ نِعْمَتَ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَآءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِۦٓ إِخْوَٰنًا وَكُنتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍۢ مِّنَ ٱلنَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمْ ءَايَٰتِهِۦ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) (سورة: آل عمران ـ الأية: 103)