الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

الغرور والثقة والخط الفاصل

لا شك في أن التواصل من أولويات أي مؤسسة مهنية أو في بيئة عمل، ورغم أهمية هذه المهارة فإن الأهمية الحقيقية تكمن في تلك العقبات والتحديات التي تظهر ويجب التغلب عليها، لتبقى خطوط التواصل فعالة.

لعل من أبرز المشكلات التي تواجهنا في بيئات العمل هي تلك التي تظهر في رغبة البعض من الموظفين في فرض رأيه دون السماح للبقية من زملائه حتى بالتعبير عن رأيهم، وهو ما قد يصح أن نسميه بالغرور الوظيفي، وربما يخلط البعض بين هذه الحالة من الغرور والتغطرس، وبين الثقة بالنفس، ومثل هذا اللبس يحدث بسبب عدم إدراك وعدم معرفة للصفتين الغرور والثقة. الثقة بالنفس هي معرفة الإنسان بقدراته وإلمامه بالعمل الذي يقوم به، فهو يثق بنفسه لأنه يملك معرفة قوية تأتي بسبب عوامل مختلفة مثل النجاح المتكرر، القدرة على تجاوز المهمات الصعبة، الحكمة في اتخاذ القرارات، بينما تصبح الثقة غروراً عندما تتجاوز الحد المطلوب والمعقول، عندما تنظر وتعتبر زملاء العمل متواضعين وأقل قيمة. لذا أجد أنه من الأهمية معرفة الفوارق الجوهرية بين هاتين الصفتين، حتى نتمكن من التعامل وفقها في حياتنا. وكما قال الطبيب الأمريكي سيدني فيليبس: «ذلك الخيط الرفيع الذي يفصل بين الثقة بالنفس والغرور، عليك أن تراه دائماً ولا تجعله يغيب عن ناظريك». أعود للقول إن مهارة التواصل في العمل تضمن بيئة صحية وأكثر إنتاجية، وهي في الحقيقة تمكنك من كسب زملائك ومديرك دون صراعات أو سوء فهم.