الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

ليسوا مثلك



بطبيعة الحال، إننا جميعاً نريد الأفضل لأنفسنا، ودون شك، اختياراتنا تتوجه نحو هذا الأفضل، لكن هناك أموراً في الحياة لا تخضع للرغبات ولا الميول الشخصية ولا لما نريده أو ما لا نريده، هي تكون كما هي دون تغيير ولا تهتم برغبتنا ولا بحبنا أو كراهيتنا. نظرة عامة إلى مختلف فعاليات الحياة، ستجد أن بعضها إن لم يكن جلها، لا يخضع للميول الذاتية أو الشخصية أو لرغبة فلان أو عِلّان، هي واقع حتمي، والغريب أن الذي قد لا يعجبك قد يكون له أنصار ومحبون آخرون، والذي يعجبك قد يكون لديه جمهور غير محب وزاهد فيه. أسوق لكم مثالاً في بيئة العمل، قد تصنف زملاءك وفق رؤيتك وشخصيتك وتفكيرك، وتضع فلاناً في درجة أعلى من فلان من حيث الثقة والقرب من قلبك، وقد تنظر لمديرك نظرة كلها سخط ونقد لاذع، ومع هذا قد يوجد في نفس بيئة العمل من يختلف معك تماماً فيمتدح المدير ويقدر جهوده وسعيه للتطوير والإنجاز. في حياتنا الاجتماعية، وتحديداً العاطفية - الزوجين مثلاً - يحدث مثل هذا التباين، وأقصد تحديداً الاختلاف بينك وبين الذي تحبه، في النظر لأمور الحياة و الاهتمامات والأولويات والرغبات والتطلعات. لكن هذه المحبة يفترض أن تكون كالمغنطيس الذي يشد بعضكم نحو بعض ويقرب بينكما. والدرس المستفاد أنه ليس بالضرورة أن يكون الإنسان المقرب منك ومن قلبك نسخة منك وعنك.