الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

قبل أن تمرض نفسك!

مع ثورة المعلومات وقوة الاتصالات الحديثة ودخولنا لحقبة الذكاء الاصطناعي، ومساهمتها الفاعلة الواضحة في تسهيل حياتنا، وهي تسهيلات لا يمكن تجاوزها أو المرور عليها فهي واقع نعيشه، إلا أنه وبشكل موازٍ بات التوتر والقلق حالة يعانيها الكثير من الناس. بل بات التوتر يظهر على السطح لأبسط المواقف الحياتية التي تمر بنا، وكأن الحساسية لدى معظم الناس زادت لدرجة كبيرة، حتى باتت مواقف جانبية وهامشية تؤثر فيه وتغير من الحالة المزاجية والنفسية التي يعيشونها، على سبيل المثال انتظارك في مقهى لقريبة أو صديقة تأخرت عن الحضور، قد يقودك لأخذ موقف حاد تجاهها، فضلاً عن هذا باتت الأفكار السوداوية أو غير المريحة تمر بنا باستمرار فتؤثر على طبيعتنا وتجعلنا في حالة متعكرة وغاضبة ومتنرفزة، ولو أمعنت التفكير وغمرت نفسك بالهدوء ثم استرجعت أفكارك لوجدت أنها حالة جاءت من لا شيء ودون مبرر. من هنا تحدث علماء الطب النفسي كثيراً عن الأدوات والإجراءات التي يجب على كل واحدٍ منا أن يقوم بها لمعالجة التوتر والقلق والحالة المزاجية المتعكره الكدرة التي تعترينا. ومن هذه الإجراءات البحث عن بدائل أو تدريب نفسك على المرور على المواضيع التي توترك وتقلقك وكأنها غير موجودة، ولا يمكن القيام بهذه المهمة دون إيجاد بديل آخر يشغل عقلك، على سبيل المثال، عندما تعاني التوتر عند استذكار مادة دراسية لا تفهمها وصعبة تماماً، قم بتغيير طريقة استذكارها إما بإيجاد من يساعدك أو بالمذاكرة الجماعية مع الزملاء ونحوها من الإجراءات التي تخرجك من حالة التوتر. المهم في هذا السياق ألا تستلم لمشاعر التوتر وحالات القلق، قاومها مبكراً، حتى لا تضغط على نفسيتك وتصيبك بالمرض النفسي. ولا تبخل على نفسك بطلب الاستشارة والمساعدة.