عقولنا لا نوليها العناية والاهتمام الذي تستحقه مقارنة بدورها الحيوي والهام في مسيرتنا الحياتية، البعض عندما يسمع كلمات تحث على العناية بالعقل والاهتمام به ورعايته، قد يضحك مستهزئاً أو ساخراً، وقد يكون لهم بعض الحق، لأن النظرة العامة تقول إن هذا الجزء الحيوي والهام في أجسادنا لا نملك قدرة التحكم به ولا بآلية عمله ولا نملك أي طريقة أو وسيلة للعناية به، والحقيقة بطبيعة الحال مختلفة تماماً عن هذا الرأي. العقل يحتاج للمعلومات اللازمة التي تساعده على اتخاذ القرارات الصحيحة في مختلف التحديات التي تواجهنا. هو أيضا يحتاج لغذاء حيوي وهام، وتواتر بأن هذا الغذاء يكمن في القراءة. عقولنا بحاجة تامة لتنشيطها وتقويتها من خلال حسن الاختيار لما نزوده به من معارف وثقافات، وهذا يجعلنا ندرك الأهمية القصوى للطريقة المثلى في التعامل مع عقولنا، عندما تستهلك وقتك في جوانب هامشية ولا قيمة لها، أنت تضعف قدرات هذا العقل، وعندما لا تهتم بصحتك الجسدية من السهر وعدم تناول الطعام الصحي المفيد أنت أيضاً تضعف هذا العقل. العقل من أهم الأعضاء في جسدنا، وإن تمت العناية به بشكل صحيح سيكون نشطاً وحيوياً ويقدم الأفكار غير المسبوقة والتي تنم عن الذكاء والتميز. يقول العالم والطبيب والفيلسوف العربي الشهير ابن سينا: «العقل البشري قوة من قوى النفس لا يستهان بها» ومن أجل أن تكون هذه القوة بين يديك وتساعدك بشكل فعلي في حياتك لا تهمله، بل قدم له ما يحتاجه من القراءات النوعية المميزة وزوده بالمعلومات والمعارف الثمينة و المنتقاة بشكل دقيق. عندها ستجد عقلك شعلة من النشاط، يقدم الحلول والأفكار ويقودك للتغلب على الصعاب والعقبات.
