السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

لا مفر من العنف.. لكن!

لا أحد يمكنه الحديث عن مجتمع بشري لا توجد فيه حالات من القسوة والعنف، ومع أن تواجد مثل هذه الحالات بديهي، إلا أن الإنسان سعى منذ أقدم العصور وفي مختلف الحقب الزمنية لإقامة أنظمة تأخذ على عاتقها حماية الضعفاء في المجتمع من هذه الحالات الشاذة عن الطبيعية البشرية التي تتسم بالقسوة والعنف. نلاحظ أن معظم الحضارات البشرية على اختلافها أولت هذا الجانب العناية والاهتمام، قد تختلف درجات هذا الاهتمام أو نوعه وتوجهه ومن أين يبدأ وأين ينتهي، لكن في المجمل لن تجد أمة من أمم الأرض إلا ولديها إرث غزير يعالج هذه الحالة ويعمل على إيقافها والتصدي لها. أما في العصر الحديث ومع الثورة الحضارية الهائلة التي يشهدها عالم اليوم، وتطور حقوق الإنسان وزيادة قوة العدالة والأنظمة والقوانين، بات هذا الموضوع يتجاوز المعالجة القضائية والعدلية وبدأت دراسات وبحوث تعمل على التصدي لموضوع العنف منذ نواته الأولى أو كما يقال وهو في مهده، وذلك من خلال التربية القويمة للأطفال وتغذيتهم بالأمان الأسري والتعليم القوي المحمل بالمعارف الحياتية الثمينة. بل تجاوز هذا الاهتمام مقاعد الدراسة لصيح جزءاً رئيسياً في منظومة العمل الطبي وتحديداً الطب النفسي والمعالجة السلوكية، حيث بدأت منذ عدة عقود دراسات عميقة تبحث في مصادر وأسباب العنف، ودون أدنى شك أن فهم العنف ومعرفة أسبابه، سيساعد في نهاية المطاف على علاج مشكلته من جذورها. لكن المهم في هذا السياق كأمهات وآباء ومعلمين في مؤسسات التعليم المختلفة، التنبه لأهمية الحماية والتوعية للأطفال من الوقوع تحت وابل العنف سواء أكان من الأقران أو من أفراد مختلفين في المجتمع، الحماية تتم بملاحظته وعدم تركه بعيداً عن المراقبة، وتوعيته بأهمية أن يبلغ دون خوف أو تردد عن أي عنف وقسوة تعرض لها. أتمنى أن يتم منح هذا الموضوع العناية اللازمة والاهتمام الوافي.