الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

الإمارات.. نموذج للتعايش

يمثل التعايش أحد النماذج التي تقدمها دولة الإمارات العربية المتحدة، فهي نموذج للتنمية في المنطقة، وبناء دولة المؤسسات الحديثة، وتطبيق القانون والتحديث الثقافي وغيرها.

إن نموذج التعايش الذي تقدمه الإمارات يعدُّ نقطة مضيئة في ظل واقع المنطقة المليء بالصراعات والنزاعات، التي لا تنتهي لأسباب طائفية أو عرقية أو دينية.

اللبنة الأولى للتعايش تبدأ من مفهوم المواطنة، الذي يلغي أي شكل من التمييز بين المواطنين على أسس قبلية أو عرقية أو طائفية، ويبتعد تماماً عن تسييس التشكيلات الاجتماعية، ويعزز من مدنيَّة الدولة وحداثتها، واللبنة الثانية تتمثل في استيعاب الدولة الكم الكبير من الجنسيات المختلفة التي تتعايش مع بعضها منذ عقود، ويفوق عددها المواطنين بنسبة كبيرة، ويدلل ذلك على تسامح وطيبة وتواضع ‏أهل الإمارات الذين انعكست قيمة التعايش بينهم على علاقتهم بالآخرين، وجسَّدت بعداً إنسانيّاً في التعامل معهم، واللبنة الثالثة، تتمثل في احترام التعددية الدينية والتنوع الثقافي.


فالإمارات تحترم جميع الأديان على اختلاف مشاربها وحرية اعتقادها، وتقدم كافة التسهيلات اللازمة لبناء المعابد، وتعطي الحق بممارسة الشعائر بحرية تامة وفق الأطر والنظم المعمول بها، القائمة على الاحترام بين مكونات الأديان المختلفة.


وفي حقيقة الأمر، فإن النموذج الإماراتي للتعايش واستيعاب الآخر قلما نجد له نظيراً في المعمورة، فهناك دول اشتهرت بعراقتها واحترامها للحريات المختلفة بما فيها ‏الدينية، لكن نجد على أرض الواقع مظاهر التفرقة والعنصرية والإقصاء بين مكونات مجتمعاتها، والتي لا تعكس المبادئ والمنطلقات الإنسانية التي تنادي بها.