السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

الخمسة الخطيرون

من السهل أن تنسى النعم التي تحيط بك عندما تحيط نفسك بأشخاص سلبيين. من السهل أن تنسى مواهبك وقدراتك، وأخلاقك الجميلة ولطفك، ومن السهل أن تنسى كم هي جميلة ورائعة هذه الحياة.

من السهل أن تغفل نقاط قوتك، عندما تحيط نفسك بالأشخاص الخطأ. وأن تسهو عن حقيقة أن لك عقلاً خاصاً بك، وأن لك اختياراً، وأن اختياراتك وصوتك مهم ومسموع.

حدثني عن محيطك، وسأخبرك عن مستقبلك. لأن مستقبلك ما هو إلا انعكاس لما تسمح أن يحصل لك في حياتك الحالية.

الأشخاص السلبيون والمؤذون ليسوا بالضرورة، أشراراً، أو سيئين. في الواقع ربما هم أيضا ليسوا سلبيين ومؤذين تجاه الجميع حتى، وربما حتى أنت تكون ذا تأثير سيئ عليهم. السبب في ذلك هو كونهم مجرد أشخاص لم يتناغم حضورهم معك. وانعدام التناغم والانسجام ولّد حالة من السمية والتأثير السلبي على النفس والذهن، تؤثر على الإنتاجية والتقدم والطموح.

كيف يمكن للمرء أن يعتقد أنه بارتباطه مع أشخاص مؤذين وسلبيين لا يمكن له أن يتأثر ليصبح مؤذياً هو بنفسه؟ الموضوع مجرد وقت حتى تلتقط عدوى السلبية لتؤثر عليك وتجعل منك يائساً وقانطاً وحانقاً. فهذا ما يحصل عندما تصاحب وتزامل من لهم تأثير سلبي عليك وتجاملهم على حساب نفسك.

إذا كنت تريد أن تتقدم في حياتك وتغير من حالك إلى حال أفضل وتحقق طموحاتك وآمالك، بينما أصدقاؤك، وزملاؤك، ومجتمعك الذي يحيط بك يسلسلك بسبب الرتابة والكسل والاستهلاكية وغيرها من المحبطات والرسائل الضمنية التي تكسر من مجاديفك، فليس الحل هو البقاء وسط هذه الحلقة والتشكّي من سوئها. الحل يكمن في أن تتخذ قراراً صارماً أن تعيش وفق معاييرك الشخصية وقوانينك.

الأصدقاء إما أن يكونوا داعمين ومساعدين، أو أنهم يجعلون من حالك أسوأ وأكثر تراجعاً. لا توجد منطقة رمادية، ومعرفة أي نوع من الأصدقاء الذي تحيط نفسك به واتخاذ قرار تجاه هذا الأمر، هو أمر مناط بك وحدك لتحدد القادم من حياتك.

خذ لحظة وفكر بمن تقضي معهم ساعات طويلة من يومك، سواء في العمل، في المنزل، في أوقات التنزه وحتى على الهاتف المحمول.. مم يتألف محيطك؟ هل هم أشخاص يجعلون نظرتك للحياة إيجابية؟ هل هم أشخاص يطورونك ويساعدونك ولا يتأخرون بالدعم؟ هذا ما يفترض أن يكون، وإلا فعليك أن تحمي نفسك منهم فوقتك يضيع من بين يديك.

يقال إن الخمسة أشخاص الذين تقضي معهم معظم وقتك هم الذين يؤثرون على أفكارك وتوجهاتك وردات فعلك، سواء بوعي منك أو بدون وعي. فمن هم هؤلاء الخمسة؟ من هم الذين ستسمح بأن يصنعوا تأثيراً على أفكارك ومعتقداتك ونفسيتك؟

يتطلب الموضوع 5 أشخاص فقط، تقضي معهم بعضاً من الوقت، ليمكّنهم هذا من أن يسرقوا منك الحياة ليس بسبب شرهم أو كراهيتهم بل في الواقع بسبب سوء اختيارك وعجزك عن تحديد بوصلة طريقك. وفي المقابل كل ما تحتاجه هو 5 آخرين ليجعلوا الحياة أجمل، وأبسط وأسعد.. فهم من سيأثرون عليك من خلال تصرفاتهم وكلماتهم وتوجهاتهم.

في نهاية المطاف، هذا قرارك.. وتلك حياتك.. وهؤلاء هم البشر في جموعهم ومختلف توجهاتهم أمامك.. فإما أن تكون الحياة لعبة مسلية ومغامرة حافلة، وإما أن تكون مسرحية ظلامية وأسى عميقاً.