الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

في حضرة رجل التاريخ

ليس سهلاً البتة الكتابة عن شخصية تستشعر العظمة والهيبة في حضورها، وتجمع كل صفات الحكمة والإلهام والإنسانية، خشية أن تتجلى في الامتنان مقصراً، هي شخصية حامي الثقافة والتاريخ صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الذي احتفينا بـ 49 عاماً لتقلد سموه الحكم في الشارقة قبل أيام.

ينتابني الفخر!، كوني واحدة من أولئك الذين حالفهم الحظ للقاء حاكم الشارقة في العديد من المناسبات الثقافية والفكرية والأمسيات الرمضانية، سموه حينما يتحدث تشخص عيناك نحو غزارة ما لديه من معلومات، مذهولاً بذاكرة تختزل الزمن البعيد لتضع يدها على نتوءات أحدثها التاريخ بقصد أو بسهو، فنراه مصححاً وحاملاً لواء الكلمة الحق التي أرادها المغرضون باطلاً.

الدكتور سلطان القاسمي يؤمن بأن التاريخ لا يكتب بالأهواء ولا بالقوة بل بالبحث والتقصي والعدالة والحقيقة، وهنا نعرفه الباحث النهم في التاريخ والموثق الدقيق لأحداث تاريخية مرت بها دولة الإمارات ومنطقة الخليج، والمبين العميق لعلاقتها مع دول العالم باستدلالات من مؤرخين أجانب، لضمان فهم صحيح لمنطقتنا، وتعديل صورة شوهت العرب والمسلمين.


من واقع عملي كرئيس تحرير للأخبار المحلية في الشارقة، فقد تابعت بدقة وشغف زيارات سموه المتنوعة لكبرى المكتبات في العالم، مطلعاً بشغف ومناقشاً بدقة في تفاصيل مخطوطات كثيرة لا تفتح أقفالها إلا لمن هو في مقام سموه وهم قلائل في العالم، فيضع بين يدي الجميع حقائق أنصفت منطقتنا، كمخطوطة الكاتب والضابط البرتغالي دوراتي باربوزا التي كتب عنها سموه في كتابه «رحلة بالغة الأهمية»، ولا يمكن أبداً الفصل بين التاريخ والثقافة، وهكذا هو رجل الشارقة الأول وراعيها، يبني كل شيء، خاصة الإنسان، يرعاه منذ الصغر مع رفيقة دربه صاحبة سمو الشيخة جواهر القاسمي من منطلق إيمان راسخ بأن انطلق في عام 1979 بنداءٍ للكف من الكونكريت والالتفات إلى الثقافة.