الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

وطن العلماء والعباقرة

اتَّخذت دولة الإمارات أخيراً قراراً استثنائيّاً يُسْهم في تعزيز ريادتها ومكانتها العالمية، وهو قرار منح الجنسية والجواز الإماراتي للمستثمرين والمواهب المتميزة وأهل الاختصاص من العلماء والأطباء والمهندسين، كما يشمل القرار أيضاً الفنانين والمثقفين.

هذا القرار لم يأتِ مصادفة، بل سبقه قرارات تهيئه كقرار منح الإقامة الذهبية، التي تمتد لعشر سنوات للحاصلين على الدكتوراه، وجميع الأطباء، والمهندسين في تخصصات هندسة الكمبيوتر والإلكترونيات والبرمجة والكهرباء والتكنولوجيا الحيوية، بالإضافة إلى كافة متفوقي الجامعات بمعدل 3.8 فأكثر.

المتمعن في هذه القرارات لا يمكن أن يفصل بينها وبين المشروعات العلمية التي تسعى دولة الإمارات لإنجازها، والتي يأتي في مقدمتها إرسال مسبار الأمل إلى كوكب المريخ لغرض استكشافه، وتطوير المعرفة والأبحاث العلمية، وأيضاً إنشاء المراكز الطبية الحديثة وفق أرقى المستويات، بحيث تعزز مكانة الإمارات في السياحة العلاجية، إضافة إلى إنشاء محطة براكة للطاقة النووية السلمية التي تهدف إلى توفير ربع احتياجات الدولة من الكهرباء، وبالتالي فإن هذه المشروعات العلمية بحاجة إلى عقول فذة لتعمل وتنجز فيها.

أضف إلى ذلك، في الوطن العربي عقول وكفاءات متميزة في كافة المجالات، لا تجد التقدير في بلدانها نتيجة الصراعات السياسية المزمنة، بل قد تجد من هذه العقول من فرَّ بنفسه وبأسرته بحثاً عن ملاذ آمن، وكثير من هؤلاء من وجد في دولة الإمارات موطن الأمان والابتكار والتقدير.

نعم تريد دولة الإمارات احتضان أصحاب الكفاءات المتميزة، وهو ما عبر عنه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بقوله: «العقول والمواهب نريدها أن تبقى، وتستمر معنا في مسيرة التنمية والإنجازات».