الخميس - 18 أبريل 2024
الخميس - 18 أبريل 2024

أنماط التفكير.. رؤية مبسّطة للقبعات الست– الجزء الثالث

حسب نظرية الطبيب وعالم النفس والمفكِّر المالطيّ «إدوارد دي بونو»، فالقبعة الصفراء تتخذُ منهجاً مُعاكساً تماماً للقبعة السوداء، فالتفكير الإيجابي المفعم بالتفاؤل والحماس والاندفاع نحو تحقيق الرغبات والأهداف، هو حجر الأساس للعقلية القابعة تحت هذه القبعة. وهذا النوع من التفكير مضنٍ للعقل إلى حدٍ ما.. أغلب الناس يشعرون بصعوبة تبنّيه حتى بينهم وبين أنفسهم، إذ يجدونه متعارضاً مع الواقعية بشكلٍ كبير. فئةٌ أخرى من الناس يُصنِّفون ضرر هذا النوع من التفكير بأنه يرفع سقف التوقعات الإيجابية والافتراضات المتفائلة ويجعل أصحابه في حالةٍ ترقّبيةٍ متحمّسة بانتظار الأخبار السعيدة، ليكون الإحباط والغضب والخيبة في انتظارهم في حال لم يتحقّق ذلك.

بكل تأكيد، هذا اللون من التفكير، كغيره من الألوان.. غير مناسبٍ للتشغيل طوال الوقت وفي كل الظروف، لكنه من أهم طرق التفكير القادرة على صناعة نتائج عظيمة وتحقيق قفزاتٍ نوعيةٍ للأمام بشكلٍ مدروس ودون تسرّع أو تهوّر ! فهو يحوي استعدادية عالية للتجريب والتركيز على أدوات النجاح واحتمالاته وسيناريوهاته، وتقليص فرص الفشل والعمل على وضع مصداتٍ أمامها لتحييدها تماماً، والسعي بقوة وثبات نحو النجاح والإنجاز المثالي وليس الإبداعي. هناك التزامٌ عالٍ هنا بالعمل حسب الأصول لتحقيق أهدافٍ واضحةٍ دون تعديلات أو تحسينات أو محاولات لإنشاء أو اكتشاف طرقٍ مختصرة. العقلية الصفراء ترى أنها ناجحة قبل الوصول لخط النجاح طالما أنها تمتلك كلما يلزم للوصول لهذا الخط.

في حال وُضِعَت أمامك دراسة جدوى لمشروعٍ مدروس من قبل صديقك، وأنتما معاً خبراء في مجال المشروع ولديكم تجارب عديدة فيه، كما قمتم بدراسة كل سيناريوهات الافتتاح والتسويق والتسعير والمبيعات ونسبة الأرباح مقارنةً بالتكاليف. كل عناصر النجاح وأدواته كاملة متكاملة. في هذه الحالة ليس من المنطق أن تستدعي الخوف والقلق والتشاؤم مع القبعة السوداء وتغذّي شعورك باحتمالات فشل المشروع! لأنه بناءً على كل هذه الـمُعطيات، فالقبعة الصفراء هي المنسجمة مع الحالة النموذجية في الاستعداد لكل تفاصيل النجاح.