«مسبار».. يعيد لنا الأمل

تزامناً مع ذكرى مرور خمسين عاماً على قيام اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة، نجح مسبار الأمل، الذي طوّره ونفّذه 450 عالماً ومهندساً، من بينهم 200 مواطن إماراتي، في دخول مدار المريخ، وما يثلج الصدر أيضاً، أن نسبة المشاركة النسائية في المشروع بلغت 34%، في خطوة ليست بالغريبة على دولة اعتادت تمكين المرأة في مختلف المجالات.

وبهذا تصبح دولة الإمارات خامس دولة تنجح في هذه المهمة، بعد الولايات المتحدة، والاتحاد السوفيتي، وأوروبا والهند. وهذا الإنجاز سيساعد على إجراء الدراسات والبحوث المتعلقة بالمريخ، لتصبح الإمارات لاعباً أساسياً في أبحاث العلوم والفضاء. المجال الذي لم يكن يتوقع العرب دخوله لولا رؤية قيادة فذة، تعمل وتنجز كل يوم لتحقق مكانة عالمية غير مسبوقة، وتُعيد أمجاد العصر الذهبي للعلماء المسلمين.

إن الرؤية الحكيمة، والاستثمار الصحيح للموارد، ووضع الهدف الأساس نصب الأعين.. كلها عوامل جعلت من الإمارات قوة دافعة تنشر طاقة طموحها في كل الأجيال، فنرى شرائح المجتمع كافة تطمح للبذل من أي موقع كان، كما نرى اهتمام الطلبة بعلوم الرياضيات والهندسة، والجهد المضاعف الذي يتحتّم عليهم بذله ليحفروا أسماءهم وأعلام أوطانهم في كتب التاريخ. وأخذت كل هذه التحولات مجراها شيئاً فشيئاً لتعيد الأمل للعرب، وتدعوهم إلى تركيز جهودهم واستثمار طاقاتهم، فمتى ما عقدوا العزم، لن تُثنيهم التحديات، ولن تُعيقهم الصعوبات.

لن تتوقف الإمارات هنا في مسيرتها الميمونة، وستضاعف جهودها اليوم أكثر من أيّ وقت مضى، فالطاقات موجودة، والآمال معقودة، والقيادات تدعو ليسبر العلماء أغوار الفلك. فليبارك الله المساعي النبيلة، التي ترسم مستقبل أمة بالعلم والنور.