السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

الطِّيب في (الخَطِيب)!

من يعرف قدرَ نفسه لن يمشي في دربٍ لا ينتمي إليه، ومن يحترم ذاته لن يتكئ فوق كتفٍ يتكاتف عليه، ولذلك إذا أردت أن تكون من (السعداء) في حياتك، عليك بحذف حرف السين لتزيل (العداء) من قلبك، وبالتالي لن يتكاثر حرف الألف باسم (الأعداء) ضدك، وتذكر دائماً أن لا شيء يغير الموسيقى، وإنما الموسيقى هي التي تغير كل شيء، فسبحان الذي وهب لنا لغة الورق والقلم لنصوغ مشاعرنا حرفاً، وسبحان الذي جعل لنا لساناً في الروح لتنطق أرواحنا لحناً، حسناً أيها اللحن الجميل! دعني أضمك نيابةً عن كل من مرّ قربك ولم يسمعك أو لم يفهمك ثم لم يضمك!

الموسيقار المتفرد العجيب (عبدالرحمن الخطيب)، ابن «أم الدنيا» بلد العراقة والحضارة والأصالة والطيب، عاش بيننا قرابة 90 عاماً، صنع فيها ألحاناً وأحلاماً، جابت الأرض تزرع فينا أنغاماً، فاكتسب من شتى البقاع تقديراً واحتراماً، حيث أمره «الملك فاروق» سنة 1946 بتلحين سلام وطني خاص بالمملكة العربية السعودية، بمناسبة زيارة «الملك عبدالعزيز آل سعود» إلى جمهورية مصر العربية، فقد أراد أن يُقدمه له عربوناً للعلاقات الأخوية، في ألطف صورةٍ إبداعية ورمزية، تصف المحبة الدولية في أجمل هدية، وكان النشيد آنذاك خالٍ تماماً من الكلمات الوطنية أو حتى غير الوطنية، حيث اعتمد فقط على مجموعة من الجمل اللحنية، عن طريق عزف النغمات الأولية في المقطوعة الأساسية، من خلال العزف المنفرد على آلة البوق العسكرية، وهي عبارة عن آلة موسيقية هوائية نفخية.

قدم (عبدالرحمن الخطيب) العديد من البرامج والأعمال التجارية، وساهم في الكثير من الحملات الإعلامية، وذلك في مختلف الجهات، سواء الرسمية أو غير الرسمية، فقد تعددت مشاركاته الموسيقية ومساهماته الفنية، حتى فاقت الـ120 عملاً بين مسلسلات وسهرات تلفزيونية، وبين موسيقى تصويرية وأغاني أفلام سينمائية وأعمال متنوعة مسرحية.