الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

لا تتوقع التأييد

في حياتنا الاجتماعية نلتقي بالكثير من الناس، تجمعنا بهم العلاقات من الزمالة إلى الصداقة فضلاً عن ذوي القربى، ويتسع النطاق عندما نضيف جوانب أخرى، فالحياة عبارة عن تفاعل مع الآخرين، هذا التفاعل تنتج عنه أحداث، إن تعاملنا مع هذه الأحداث وكأنها مشاكل وصعاب، فنحن نكون قد أثقلنا على أنفسنا وأفسدنا بهجة الحياة التي تغمرنا، كما قلت فالحياة عبارة عن تفاعل وأحداث، لا مفر من هذا، ويفترض أن نراها تحديات طبيعية وهموماً متوقعة، وأيضاً مهام وأعمالاً ولا أكثر، هي ليست مشاكل، وليست عقبات قاسية. بمعنى أن نظرتنا هي التي تحدد لنا درجة التوتر والقلق الذي يصيبنا، درجة الألم الذي سيغمرنا، درجة الهم الذي سيغطينا. مرة أخرى لا مفر من مقابلة الناس والتعامل معهم، لا مفر من التفاعل معهم والاختلاف والتضاد، هذا واقع نعيشه، لا يمكن تغييره أو تبديله، لذا أنظر لما يحدث وما يدور وكأنه روتين وأمر مسلّم به وعادي، من هنا تستطيع التميز والتفوق، والأهم أنك ستجلب لنفسك الراحة النفسية والهدوء الذي تحتاج إليه. من الجوانب التي من المهم فهمها والتنبه لها، أن التفاعل مع الآخرين لا يعني الرضوخ لهم، ولا يعني السعي لكسب الرضا الجميع، لأنك حتى وإن حاولت فلن تستطيع وستجد السخط والنقد بين وقت وآخر. وكما قالت المؤلفة الأمريكية الإسبانية الراحلة أنايس نين: «لا أعرف قواعد النجاح ولكن أعرف أول قواعد الفشل، وهي محاولة إرضاء جميع الناس». لنتعامل مع الآخرين بحب واحترام وضمير يقظ وفي اللحظة نفسها، لا نتوقع الاتفاق الدائم ولا التأييد والتصفيق.