السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

أنماط التفكير.. رؤية مبسّطة للقبعات الست – الجزء الرابع

استكمالاً لقراءتنا لنظرية الطبيب وعالم النفس والمفكِّر المالطيّ «إدوارد دي بونو»، حول طرق التفكير وأنماطه، نصل معكم اليوم للقبعة ذات الجاذبية العالية للنفس البشرية، جذّابة في كل شيء، حتى لونها يُعتبر من أكثر الألوان جذباً لانتباه العين البشرية.. إنه اللون الأحمر. اللون الذي يرفض الحيادية ويمقتها ولا يقبل حضورها في مكانٍ هو حاضرٌ فيه بكل هيبته وعنفوانه.

القبعة الحمراء يعرفها المبدعون جيداً، فهي تقريباً لا تفارق رؤوسهم حتى عند النوم، قد توقظهم وتقضّ مضجعهم وتعبث بساعتهم البيولوجية أيّما عبث! إنها ضريبة الانفعال الشعوري الباعث على الإبداع دونما قوانين أو أوقاتٍ ثابتة أو متوقعة. المنطق غير حاضر في العقل القابع تحت القبعة الحمراء، أو لنكن منصفين، فللعاطفة منطقها الخاص الذين قد يتغيّر بين لحظةٍ وأخرى دونما أسباب مقنعة! فالإحساس والمشاعر البشرية لا تنتظر أسباباً مُقولبة حتى تتخذ خطوتها القادمة.

في بعض الأحيان وأنت تستمع لأحد المبدعين يلقي قصيدةً على سبيل المثال، تجد نفسك منزوع السمع والإنصات، غائصاً في طبقات صوته أو طريقة نطقه للكلمات وطريقة تنفّسه خلال الفواصل بين الكلمة وأختها! هذا أمرٌ لا إراديّ! فنحن مخلوقاتٌ عاطفية بالدرجة الأولى، لكن التصرّف الصحيح هنا ألا يعرف أحدٌ حالتك هذه سواك! وقد يتحوّل شعورك هذا لعملٍ إبداعيّ بطريقةٍ قد لا تتخيّل أبعادها.

القبعة الحمراء تُعزّز الحدس والإحساس العميق، فقد ترفض عرض عملٍ مغرٍ بسبب أنك لم تشعر بالراحة والطمأنينة في مقر العمل! القبعة ذاتها قد تساعدني في كشف تصنّع صديقتي المقرّبة وهي تخبرني أنها سعيدة وأن كل تفاصيل حياتها على ما يُرام! لكن بعض التفاصيل غير الملموسة تؤكد لي أنها تُعاني ولا تريد مشاركتي في ذلك! إن رائحة القلق والخوف والتوتر تفوح من نبرة صوتها! هنا أجدني أحتضنها بكل محبةٍ واحتواء، لقد عَرَفَت أني عرفتُ الحقيقة بسبب ترابطنا العاطفي، وهي بالتأكيد ستبوح لي وسأبذل قصارى جهدي لمساعدتها.

بلا عاطفة.. نحن جمادات تائهة بلا بوصلة!