الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

أنماط التفكير.. رؤية مبسّطة للقبعات الست – الجزء الخامس

نستكمل معكم قراءتي لنظرية الطبيب وعالم النفس والمفكِّر المالطيّ المبدع «إدوارد دي بونو»، حول طرق التفكير وأنماطه، واليوم سأكون في قمة الاستمتاع وأنا أحدّثكم عن قبعتي المفضّلة، وقد تكون هي الأغلى والأثمن والأهم لدى الملايين حول العالم، وأعني بـ«الأثمن» هنا ليس فقط لإعجابي وتقديري لها! بل لتأثيرها الثوريّ على شكل الحياة على كوكبنا! كيف أصبحت أفضل وأجمل وأسهل وأروع! مئات التغييرات التاريخية التي غيَّرت مسار البشرية مدينةٌ لهذه القبعة! وقبل أن أسترسل في شرح القبعة أود أن أخبركم سراً عنها.. إنها من أمتع الأماكن التي يمكنك وضع رأسك تحتها بكل اقتناع واستنارة وسعادة.

القبعة الخضراء هي قبعة الخروج من جلد المألوف وكسر حواجز التنميط وتحطيم قوالب التكرار! إنها منارة التفكير الإبداعيّ وحديقة الخيال البشريّ الخصب الذي لا يؤمن بالمستحيل لمجرّد أنه لم يحصل! بل يستمتع بالتركيز على المستحيلات كي يجعلها ضمن قائمة الإنجازات المكتملة. أعلم أن الكثيرين من القرّاء سيشعرون بتناغمٍ كبير بين الأفكار أعلاه وبين طريقة التفكير السائدة في دولة الإمارات العربية المتحدة، ولا غرابة في ذلك فهي من أبرز المناطق في العالم جذباً للعقول المبدعة، وهذه إحدى أهم وأخطر صناعات المستقبل التي استشرفتها قيادة دولة الإمارات مُبكّراً وبطريقةٍ مدروسة فتفوّقت فيها ووضعتها في جعبتها سلاحاً حضارياً إبداعياً نظيفاً يزيدُ من ألقها وسطوعها بين دول العالم.

من يعتمر القبعة الخضراء لا يعترف بالحدود! بل هو يكاد يكون العدو الأول لها! وكل فكرةٍ غريبةٍ بالنسبة له هي طرف خيطٍ يقوده لمكانٍ مفيد وجذّاب ومُوصل لأماكن أخرى أكثر أهمية! إنها مشروعٌ قابلٌ للتطوير وليست مجرّد فكرة! أصحاب العقول الخضراء مهووسون بالاكتشاف والمغامرة والبحث عن المدلولات غير المعروفة للأشياء، إن عقولهم قادرة على الوصول للعمق غير المرئيّ بالنسبة لغيرهم، وإذا أردتَ تمييزهم من خلال طريقة حديثهم.. فهذا ممكن.. ستجدهم يردّدون عبارةً مُحبّبة لهم.. مراراً وتكراراً (ماذا لو...؟؟)