الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

«كلوب هاوس».. أرى صوتك

ضجة جديدة تُحدثها منصة «كلوب هاوس» الرقمية التي رغم أنها لم تتجاوز العام منذ تدشينها إلا أنها تظهر سرعة كبيرة في اعتلاء القمة بين تطبيقات التواصل الاجتماعي المعهودة، وذلك نتيجة تفاعلها القائم على الاتصال الصوتي المباشر في غرف دردشة تسمح بدخول الأعضاء فقط.

يقول بول دافيسون وروهان سيث، مؤسسا تطبيق Clubhouse إن هدفهما هو «بناء تجربة اجتماعية تبدو أكثر إنسانية، حيث يمكنك بدلاً من النشر، الاجتماع مع أشخاص آخرين والتحدث معاً».

ذلك يبدو لي أمراً ملموساً وممتعاً بعد أن عشت التجربة شخصيّاً، فبالفعل وبعيداً عن اعتبارات الخصوصية والأمان التي تحيط بالتطبيق إلا أن ترجبة الاتصال المباشر بأشخاص معروفين لدينا أو مجهولين تجعل العالم صغيراً والمجتمعات قريبة، ففي اللحظة تتبادل الأفكار والآراء مع شخص من منطقة جغرافية أخرى، وقد يكون التأثير أعمق وأصدق لأنه ينتقل عبر حاسة السمع، التي ترتبط بمراكز التفكير العليا في المخ ارتباطاً وثيقاً، وهذا ما جعلها تتقدم الحواس في الأهمية، إذ إن مركز السمع في المخ أكثر تقدماً وتطوراً من مركز البصر وبقية الحواس.


ورغم أن عدداً من الفئات المؤدلجة والمسيسة قد اقتنصت فرصة التأجيج والترويج عبر هذا التطبيق، ما يستدعي التفكير ملياً بمدى الحاجة إلى رقابة مسؤولة تشبه حارس البوابة، إلا أنه ومع سرعة التطور والانفتاح التكنولوجي تبدو مسألة فرض قيود على تطبيقات كهذه من عدمها أمراً قد يزعج البعض، ونأمل ألا يتم حجبها من قبل الجهات المعنية بالاتصالات أو فرض رسوم عليها.


الأولى زرع قيم أخلاقية بين أفراد المجتمع تبني فيهم حصانة فكرية، تجعلهم قادرين على التمييز بين الغث والسمين بدلاً من تقييد تكنولوجيا تسهل الحياة.