الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

حديث المرّيخ.. «ومسبار الأمل»

إنها لحظة اكتشافٍ ذاتيٍّ للشعب الإماراتي حكومةً وشعباً لمقدراته وكفاءاته العلمية والتكنولوجية، للانطلاق نحو فضاءات أرحب في التقدم العلمي والتكنولوجي والاقتصادي، واللحاق بركب الدول المتقدمة، فثمة لحظات حاسمة في حياة الشعوب والأمم تشكل نقلة نوعية في مسيرتها الحضارية، لذلك فدخول مسبار الأمل مدار الكوكب الأحمر شكل حدثاً تاريخياً حاسماً.

وكما تبتهج الأرض الميتة بقطرات المطر وتنتعش للحياة ابتهج العرب والمسلمون، وتهللت وجوههم فرحاً لهذه البشرى التي ملأت صدورهم فخراً واعتزازاً، لأنه ليس إنجازاً إماراتيّاً فحسب، بل إنجاز العرب والمسلمين ودول الشرق التي ستستمد منه الإلهام.

لقد أقامت أكاديمية التميّز بالهند بإدارة مديرها د. صابر نواس ندوة افتراضية بعنوان «المريخ والتاريخ: الحضارة الإسلامية عبر العصور»، واستضافت خبراء إماراتيين وعرباً في مجال علوم الفضاء لمشاركة الهنود مع العرب والإماراتيين هذه المحطة الحضارية وهذا الإنجاز العظيم، خصوصاً وأن الهنود تربطهم علاقات وروابط متينة مع الشعب الإماراتي، وذلك ليتم الحديث عن التجربة الإماراتية الرائدة في علوم وأبحاث الفضاء ومهمّة مسبار الأمل إلى المرّيخ، وأيضاً ليطّلع المشاركون على المحطات البارزة للمهمة الفضائية، ويعربوا عما لديهم من مشاعر جيّاشة عن هذا الإنجاز التاريخي.

في مداخلته الثرية ثمّن د. عبد المحسن المقداد من البحرين جهود حكام الإمارات في بناء موارد بشرية عالية الكفاءة في تكنولوجيا الفضاء وتطوير المعرفة والأبحاث العلمية والتطبيقات الفضائية، التي تعود بالنفع على البشرية والتأسيس لاقتصاد مستدام مبني على المعرفة والتنويع وتشجيع الابتكار والارتقاء، وقال: إن رسائل عديدة حملها معه مسبار الأمل في رحلته الممتدة 493 مليون كلم على مدى سبعة أشهر، والتي انتهت بدخول الإمارات تاريخاً جديداً، وكتابة فصل جديد من فصول مسيرتها.

فيما سلّطت المؤرخة أ.د. وفاء المزروع أستاذة التاريخ بجامعة أم القرى الأضواء على مساهمة المرأة العربية والمسلمة عبر التاريخ في العلوم والفنون، وأبرزت الباحثة الدكتورة عائشة العويس إنجازات الإمارات في علوم الفضاء والفلك، مسبار الأمل أنموذجاً، وفصّل الدكتور أحمد صبيحي الكلام عن القيمة العلمية لمهمة مسبار الأمل وأثر نجاح المهمة في المنظومة التربوية في دول الخليج.

وفي مداخلتي الوجيزة أكّدتُ أن نجاح مهمة مسبار الأمل يُمثل علامة بارزة ومنعطفاً هامّاً في تاريخ الإمارات والعرب والمسلمين من شأنه أن يملأ صدورهم ثقةً بالنفس، ويلهمهم لبذل الجهود في مجال التقدم العلمي والتكنولوجي واعتماد تكنولوجيا المستقبل في ظل الثورة الصناعية الرابعة.