السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

أنماط التفكير.. رؤية مبسّطة للقبعات الست (الجزء السادس)

أستكمل معكم قراءتي لنظرية الطبيب وعالم النفس والمفكِّر المالطيّ المبدع «إدوارد دي بونو»، حول طرق التفكير وأنماطه، حديثنا اليوم سيتناول تلك القبعة البسيطة المبسّطة لحد الخطورة! إنها القبعة الزرقاء ذات اللون البحريّ الجميل المُحبَّب للملايين حول العالم، والذي اشتُقَّت منه العديد من الألوان الثانوية بسبب شعبيته الكبيرة لدى أغلب شعوب الأرض.

وبعيداً عن اللون ذاته، فالقبعة الزرقاء تختارُ أصحابها بنفسها، وترفض آخرين رغم طلبهم لها، فالعقول التي تختارهم يجب أن تكون من نوعٍ خاص، قادرٍ على طريقةٍ معيّنة في التفكير، موجودةٍ لدى البعض وغير موجودة لدى البعض الآخر، ومع احترامي لمن يقتنعون بإمكانية اكتسابها مع الوقت والتدريب، فهي ليست مُدرجة في تلك الخانة على أرض الواقع.

إن الرؤية الشمولية للأشياء، والقدرة على تكوين نظرةٍ عامةٍ على جميع العناصر الـمُكوِّنة للمشهد، ليست أمراً هيّناً أو قابلاً للتعلّم من منظوري الخاص. إنها تشبه وجود خلية معينة في الدماغ تمنح القدرة على الرؤية الشمولية، قد تُوجد لدى البعض ولا تُوجد عند البعض الآخر.. لكن يستحيل زراعتها في الرأس!

صاحب القبعة الزرقاء يستطيع التحكّم بتفكيره ونزع أي قبعة أخرى خلال أقل من دقيقة، ليراقب اجتماعاً يحوي جميع ألوان القبعات ويمعن التركيز في فحوى المداخلات المتضاربة والاقتراحات المختلفة، ليقوم في ذهنه بعمل تلخيصٍ بليغ للأفكار وصياغتها بشكلٍ أنيق ومدروس وسهل الفهم، بحيث يستخرج من كل قبعة أفضل ما لديها للمصلحة العامة ويقوم ببلورة الأفكار بكل اقتدار وكفاءة ليخرج بقراراتٍ حكيمة ذكية تُرضي الأغلبية وتُقنع الأقلية بموضوعيتها وبساطتها وقدرتها على تحقيق الأهداف المنشودة، بعيداً عن جدليات ومبالغات القبعات الأخرى.

إذا كنتَ مديراً أو قائداً لفريق أو تعمل في قسم التخطيط للمستقبل، ولديك القبعة الزرقاء فأنت مؤهل للنجاح والإنجاز ويمكنك أن تحظى بقبول وإعجاب الجميع على اختلاف قبعاتهم. لكن إذا كنتَ مُبالغاً في التحيّز للونٍ آخر من القبعات، فطرق الإبداع أمامك مفتوحة، لكن بعيداً عن الإدارة والقيادة والتخطيط للمستقبل.