السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

التربية والتعليم جناحا طائر جميل!

أحد القراء يقول إن التربية بحر واسع متلاطم بالنظريات والآراء المختلفة التي لم تثبت صحتها، وأشاركه الرأي في جزئية اتساع مجالات التربية، لكنني قد لا أتفق بشكل عام بأنها علم من النظريات، كونها علماً ثابتاً ومقرراً حتى وإن اختلفت المدارس حوله وتعددت الآراء عنها.

من هذه الجزئية نذهب لما هو أهم وأبعد وهو كيف نتعامل مع علوم ومعلومات التربية نفسها؟ هل لها وقع على حياتنا اليومية وبالتالي لها أثر في تعاملنا مع فلذات أكبادنا في المنازل، أو في دور التعليم من المدارس والحاضنات التعليمية للأطفال؟ هذا هو السؤال، ذلك أننا يمكن أن تحدث ونملأ الكتب بالآراء والمعلومات لكن دون تطبيق وإسقاط على أرض الواقع.

هذا يقودنا نحو شيء جوهري وهام نغفل عنه، وهو التعليم، فأثر التعليم جسيم وبالغ الأهمية، وهو ببساطة في نهاية المطاف الحجر والأساس الذي يمكننا من خلاله البناء عليه القيم والمبادئ، والتي تعتبر الغذاء للتربية، وكما نعلم جميعا فإن التربية والتعليم لا ينفصلان فهما يشكلان جوهر التميز والرقي.. وللتقريب ومزيد من الإيضاح لمثل هذا التلاصق والتجاذب وتبادل الأدوار بين التربية والتعليم، أستحضر مقولة بليغة للمناضل الجنوب أفريقي نيلسون مانديلا، الذي قال: «لا أحد يولد وهو يكره إنساناً آخر بسبب لون الجلد أو الأصل أو الدين، الناس يتعلمون الكراهية، وإذا كانوا قادرين على تعلم الكراهية، ينبغي السعي لتعليمهم الحب، لأن الحب أقرب إلى قلب الإنسان». لنتوقف مع هذه الكلمة العميقة، حيث أشار إلى أن الإنسان يولد بفطرة سليمة نقية لكنه يتعلم الكراهية، ويدعو لاستبدال الكراهية بالحب، وإذا أمعنا النظر فإن للتربية تداخل كبير، فمن الذي يولي العناية بالطفل منذ نعومة أظفاره سوى الأبوين في المنزل، وهذان الأبوان إذا غرسا قيم الحب والتسامح وتقبل الآخر، فإنهما بطريقة أو أخرى يكونا قد ربيا فلذة كبدهما التربية القومية الصحيحة، والذي أشير له أن التربية في مضمونها تحمل نوعاً من التعليم، التعليم الحياتي، وهو الذي يختلف عن نظرتنا السائدة السطحية للتعليم والذي نعتبره تعلم القراءة والكتابة أولاً ثم الدخول للمراحل الدراسة المختلفة، والهدف الحصول على شهادة ومن ثم وظيفة.. نعم التربية نوع من التعليم الحياتي على القيم الجميلة المنفتحة على الآخر، وفي نهاية المطاف نحن نحتاج للتربية متحدة وملتصقة تماماً بالتعليم ودون فكاك. مرة أخرى إذا عززنا المحبة في قلب الأطفال فإنه يكون قد تم تربيتهم تربية صحيحة، وعلمناهم طريقة نقية للحياة بسعادة.. وكأن التربية والتعليم هما جناحا الطائر.