الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

الذكاء العاطفي.. كيف يبني ويهدم الأسرة؟ الجزء الأول

جميعنا سمع من قبل بمصطلح IQ والذي يرمز لـ intelligence quotient أي معيار الذكاء العقلي، لكن المستجد لدى علماء النفس والسلوك هو أهمية وتأثير وخطورة نوع آخر من الذكاء على نجاح الأفراد وسعادتهم وتأقلمهم مع مجتمعهم الصغير ألا وهو الأسرة.. إنه معيار الذكاء العاطفي أو EQ والذي يرمز لـemotional quotient، وعبر التجارب الواقعية تم إثبات أن هذا النوع من الذكاء يتحكّم بجودة الحياة الأسرية والاجتماعية أكثر من الذكاء العقلي المجرّد.

تهتم الأسرة بشكل كبير بتعليم أطفالها وحصولهم على تعليم منهجي جيد وتشعر بالكمال عندما تجدهم متفوقين في دراستهم! نسبة كبيرة من هذا النوع من الأطفال لماذا تعاني من المشاكل الحياتية بشكلٍ متصاعد مع مرور الوقت؟ إن لديهم قصوراً في التحكّم بمشاعرهم وعواطفهم والتعبير عنها!

الأسرة هي المصنع الأول والأهم للذكاء العاطفي لدى الطفل، وأولى مهامها هي منحه كامل الحرية في التعبير عن مشاعره وعواطفه من خلال الاهتمام بآرائه الخاصة، وليس فرضها عليه تحت عنوان الصواب والخطأ! إن حرية التعبير عن الرأي تجعله يبدي ارتياحاً تجاه أشياء معينة، ونفوراً من أشياء أخرى، يجب أن نمنح هذا الكثير من الاهتمام بعيداً عن التقييم العقلي، الارتياح والنفور مشاعر لا يجب تبريرها، بل يجب استيعابها، وهذا يجعل مهمة فهم شخصية الطفل أسهل للأسرة.. بدلاً من أن يخفي مشاعره لسبب أو لآخر.

الانفعالات هي بذرة النمو الشعوري الطبيعي للطفل، إلى أن يصل مرحلة المراهقة، حيث يكتمل تكوين شخصيته العاطفية، الدراسات والإحصاءات تؤكد بشكل واضح، أن الأسر التي تكبح جماح أطفالها وتمنحهم عشرات الأسباب لإخفاء آرائهم وتخوّفاتهم وانفعالاتهم وردود أفعالهم تجاه مستجدات حياتهم اليومية، تُنتج أفراداً ذوي تشوّهات عاطفية متعددة ستؤثر سلباً بالتأكيد على علاقاتهم المهنية والعاطفية والاجتماعية في المستقبل، بينما الأسر الواعية التي تمنح أطفالها حرية التعبير عن كلّ ما يجول في خاطرهم دون منحهم أية أسباب لإخفاء بعض الأمور، تُنتج أفراداً سعداء أقوياء قادرين على إدارة عواطفهم والتحكّم بانفعالاتهم وبالتالي يكون لديهم جاذبية عاطفية واجتماعية حقيقية ويبرعون في إنشاء صداقات دوماً.