الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

الإمارات.. لئن قالت فعلت

لا تُبنى الدول إلا على الثقة المتبادلة بين القيادة والشعب.. مبدأ بسيط يتقن الجميع ترديده، ولكنهم قلة الذين يطبقونه، وهذا ما يميز القيادة الإماراتية التي لم يختبر الشعب الإماراتي معها إلا الخطابات الجادة المترجمة إلى أفعالٍ فورَ النطق بها.. نهجٌ صار عند الإماراتيين قيادة وشعباً فطرياً من المُسلمّات التي أرساها الوالد المؤسس المغفور له «الشيخ زايد».

ومن هذه الدلائل والبراهين الشاخصة أمام العين المراقبة والمتفحصّة لهذا النهج، معطيات المرحلة الراهنة التي يعيش معها العالم أجمع أزمة صحيّة واقتصادية وغذائية، حولته إلى خانة الهلع والقلق والخوف المتزايد من مفرزاتها جراء جائحة كورونا، التي طَوَت عامها الأول، مُخلّفة العديد من الأزمات العالمية، التي لم تسلم منها حتى دول العالم المتقدم والمتحضر، ولا سيما في التحديات التي تواجهها على صعيد الدواء والغذاء، فقد جاء في تصريحات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الذي أكد على أن الدواء والغذاء «خط أحمر» مطمئناً الجميع ـ مواطنين ووافدين ـ بأنهم في رعاية قيادةٍ حكيمةٍ لا تسير بهم إلا إلى برّ الأمان وضفاف الراحة والسعادة، وهذا ما حصلَ بالفعل.

فالإمارات اليوم تعدّ من الدول النادرة على مستوى العالم أجمع في الأمن الغذائي والصحي، وعدم الازدحام على صالات وجمعيات المواد الاستهلاكية، متجاوزة الأزمة العالمية دون أي توترٍ، فحتى أعداء التقدم والتطور والنهوض من الجهات المغرضة التي تعادي الطموحات الإماراتية بقنواتها السياسية والإعلامية لم تجد لنفسها مدخلاً من هذا الباب، فلم تستطع فَبْرَكة أي نوع من هذه الأزمات على الرغم من أصالتها في الفبركة وتزييف الحقائق، لأنها تعلم جيداً وأكثر حتى من الأصدقاء أن الثقة بين القيادة والشعب مبنيّة على أسس متينة جذورها في الأرض وفروعها في السماء.


وفي الحقيقة، إن مرور هذه الأزمة وتطبيق الأقوال وترجمتها إلى أفعال ليس بالأمر الهين، فهي نتيجة جهدٍ مضنٍ وسهرٍ طويلٍ لأجفانٍ لا تعرفُ للنوم طعماً حتى ينام الإماراتي حيثما وُجدَ قريرَ العين، بإدارة وخطط واستراتيجيات منهجية وعلمية وإدارية لا تدع فرضية قائمة على الاحتمال الضئيل إلا ووضعتها بالحسبان، مع الحلول الناجعة لها إن حدثت، فاتسمت الإدارة وسياستها بالمرونة، وتنوع الموارد، وكثرة الشراكات، بالإضافة إلى التمسك بالثوابت، فقد كانت الإمارات ـ ولا تزال ـ إن قالتْ فعلت.