الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

لترتيب تفكيرك اليومي

ترسخ لدى البعض من الناس، أن التعليم هو تلك العملية المعنية بها المؤسسة التعليمية مثل المدرسة والكلية والجامعة والمعهد، ونحوها. وتبعاً لهذا الاعتقاد، فإن تجاوز المراحل الدراسية وحتى الجامعية، يعني انتهاء الرحلة التعليمية، يعني أن الإنسان لم يعد مطالباً بالتعلم، بل إن هناك من ربط بين تجاوز المراحل التعليمية والشهادة التي يتحصل عليها، وهنا لم يعد للعلم دور، أو لم يعد هو الغاية والهدف الرئيسي. لذا نلاحظ البعض قد أنهى تعليمه الجامعي وتوجه للحياة العملية والوظيفية، وتوقف شغفه بالعلم لدرجة أن ما تعلمه طوال سنواته الماضية على مقاعد الدراسة نسيه أو نسي معظمه، وتبعاً لهذا تلمس سطحية وعدم معرفة (أقول البعض).

المشكلة أن الحاجة للمعرفة والعلم مستمرة ولا تتوقف، وهو ملازم لنا في مختلف تفاصيل حياتنا ومراحلها، لذا تبقى مهام مثل القراءة والاطلاع على المعلومات وتبادل الخبرات والآراء حاجة ملحة، نحن نحتاج إلى معلومات في التربية والصحة والاقتصاد والتنمية، وغيرها الكثير، وهذه المعلومات يجب أن تكون صحيحة ودقيقة ومن مصادر علمية موثقة ومعروفة. من هنا تظهر الحاجة للدورات العلمية والورش والندوات، لأنها تسد فجوة معرفية في هذا المجال، ولأنها وسائل للتعلم وأخذ آخر الخبرات والمعارف في مختلف مجالات الحياة التي نحتاج إليها. العلم يجب أن يكون جزءاً محورياً ورئيسياً من يومنا. يقول عالم الفيزياء الشهير ألبرت أينشتاين: «العلم ليس سوى إعادة ترتيب لتفكيرك اليومي». احرص على العلم والمعرفة بشكل يومي تماماً كالطعام والماء، وليكن هو أساس تفكيرك ومرجعيتك، وما تعتمد عليه، لتعيش حياة مطمئنة مستقرة ناجحة.