الثلاثاء - 16 أبريل 2024
الثلاثاء - 16 أبريل 2024

لستم وحدكم

عندما تجتمع مع أم لديها طفل التوحد، وتسمع حديثها عن يومياتها، وما تبذله من مهام وجهد لرعايته، تدرك حجم هذه الإعاقة وما تستنزفه من طاقة روحية ومعنوية وإنسانية، ولعل أكبر تلك العقبات الشعور بأنهم يواجهون هذه الإصابة لابنهم أو ابنتهم، منفردين، والحقيقة أنه يجب على من يتعامل مع الأطفال المصابين بالتوحد، وتحديداً الآباء والأمهات، الإدراك التام بأنهم يتعاملون مع حالات منتشرة في جميع المجتمعات، وأنهم ليسوا وحدهم.

فحسب منظمة الصحة العالمية، تشير التقديرات المستمدة من الاستعراضات إلى أن طفلاً واحداً من بين كل 160 طفلاً يصاب باضطرابات طيف التوحد. وتمثل تلك التقديرات عدد الحالات في المتوسط، وتتباين معدلات انتشارها تبايناً كبيراً بحسب الدراسات، بيد أن بعض الدراسات الحديثة تفيد بمعدلات انتشار أعلى بكثير من ذلك». ودون شك هناك حاجة ملحة لزيادة المعرفة المجتمعية بهذا الاضطراب، وكيفية التعامل مع المصابين به، وعلى المختصين والجمعيات المعنية زيادة جهودها للإجابة عن عدد من الاستفهامات لدى البعض من الناس، مثل المصابين بالتوحد، هل يعانون إعاقات ذهنية؟ ويجب أن تكون الإجابات علمية ومن مصادر موثقة مثل منظمة الصحة العالمية التي قالت في إجابتها عن هذا السؤال: «مستوى الأداء الذهني لدى المصابين باضطرابات طيف التوحد متغيّر جداً، وهو يتراوح بين قصور شديد وآخر طاغٍ في مهارات المريض المعرفية غير اللفظية. وتشير التقديرات إلى أن نحو 50% من المصابين بالاضطرابات المذكورة يعانون أيضاً إعاقات ذهنية». طفل التوحد، يحتاج إلى الرعاية والاهتمام، لكن الأم والأب، أيضاً.