الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

«صوغ».. الشارقة التراثية

تعاود الشارقة ملامسة النوستالجيا لدى أجيال وأجيال بأيامها التراثية ذات الثراء من حيث تجسيد تفاصيل ماضي الآباء والأجداد، وتكوين بيئات قديمة دقيقة في مكوناتها التي تروي حياة البر والبحر، بكل ما فيهما من مهن وحياة اجتماعية وفكرية وأهازيج وألعاب.

يكاد يكون هذا الحدث بمثابة مدرسة وبيت خبرة للموروث الشعبي بشقيه المادي واللامادي، فيتعلم الصغار والنشء، وحتى الكبار اللهجة المحلية القديمة والسنع والذوق عبر جملة من العادات والتقاليد، التي تقدم كوجبة يسهل هضمها من خلال المسابقات والمحاضرات والأنشطة الحية التي تتوسد كل الزوايا.

في قلب الشارقة ينبض الماضي مِن أربعة شرايين تغذي مخيلة الزوار، شريان البحر الذي تشم رائحته المقبلة من الخور وميناء خالد، غير مكترث بالمباني المرتفعة التي تتاخمه، وشريان الجبال ببيوت حجرية تحجز مكاناً لها في إحدى الزوايا، التي بمجرد مرورك نحوها يسيل لعابك لخبز «السفاع» المعروف عند الشحوح وأهل الجبال، ويستوقفك لبرهة صوت ذلك الكهل الذي يرسل ترانيم بـ«الندبة»، من قعر حنجرته المليئة بالدروس والعبر، إلى شريان الصحراء برمضته التي وسمت أقدام أهلها بالصبر والجلد، وأثارت قريحتهم بأجزل ألفاظ الشعر، لتجد في زاوية ما خياماً منصوبة ورائحة القهوة تفوح لتسكب في فناجين الزوار، عرباً وأجانب، الدهشة!


لأيام الشارقة التراثية وقع خاص في قلبي، فكم تجولت بين جنباته وأنا أحمل الميكرفون لتقديم برنامجي الذي بدأت به مسيرتي المهنية، وحينها أذكر أننا اخترنا له اسم «صوايغ»، ليأتي التصحيح من حامي التراث صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة ويختار له اسم «صوغ» وهو جمع صوغة.