الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

«براكة».. وصناعة الطموح

سنوات مرّت، ونحن نسمع إعلامنا العربي يتحدث عن المشاريع التنموية والتقدم والازدهار، ولكن لا نجد شيئاً على أرض الواقع، وعندما تسأل، يقال لك: إن العدو الغاشم وقوى الاستعمار يحولان دون تقدمنا وإقدامنا، وكنا نصدق قصصهم ونعيش على الرجاء والأمل.

وقد تأكد لنا اليوم ـ بعيداً عن روايات الإعلام ـ أن أحد أدوار القيادة هو رفع سقف الطموح للشعوب، وتذليل الصعوبات والتحديات أمامها، وتحفيز إرادتها لتنتج المجد والتقدم‏.

لذلك تدهشنا الإمارات كل مرة بإنجازات غير مسبوقة على كافة الأصعدة، وكلها تشير إلى طبيعة تفكير غير عادي واستثنائي لا يملكه إلا قادة مميزون ومبدعون، فأين تجد دولة كل يوم تصبح فيها على خبر جميل، وتمسي فيها على إنجاز أجمل؟ مع أن دولاً أخرى تصبح فيها على أخبار قتل ودمار، وتُمْسي فيها على فساد وانهيار.


فرق شاسع عندما تعمل دولة الإمارات على استخدام الطاقة النووية سلمياً، فيفرح لها الجار والصديق على هذا الإنجاز، في حين نجد دولاً أخرى تستعمل الطاقة النووية في تهديد الجار والإضرار بالآخرين، وتجوّع شعبها، وتُوهِمُه بانتصارات غير واقعية.


وبالرغم من ظروف التراجع التى تمرُ بها دول العالم بسبب الجائحة، فقد سارت الإمارات بخطى واثقة نحو تحقيق أهدافها فى الريادة والنماء، بنجاحات ضخمة منقطعة النظير، ليصبح حلم كل عربي يتمناه في بلده يتحقق على أرض الواقع في الإمارات.

بالأمس أصبحت الإمارات أول دولة عربية تدخل النادي النووي السلمي بعد تشغيل محطة «براكة»، التي تعد من أضخم المحطات في العالم، وهي كما قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي في تغريدة عبر حسابه الرسمي بـ«تويتر»: «محطة تاريخية دخلتها دولة الإمارات اليوم... جهد 10 أعوام.. و2000 مهندس وشاب إماراتي.. و80 شريك دولي.. ورؤية قائد أدخل الإمارات مرحلة تنموية غير مسبوقة.. أول ميجاوات من أول محطة نووية عربية يدخل شبكتنا الكهربائية.. مبروك شعب الإمارات.. مبروك لأخي محمد بن زايد».. إذن، الإمارات دولة أعمال، ومن أراد أن يتأكد فلينظر إلى شيوخنا وهم يعملون فى صمت وبدون ضجة، ويصنعون المستحيل وكأنه شيء عادي، فقبل فترة كانت الإمارات الأولى على العالم في العطاء والمساعدات الإنسانية والبارحة، باتت فضائية بمسبار الأمل، واليوم أصبحت نووية، وغداً يوم وإبداع جديد.