الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

قائد فذ

موقف جميل بدر من شرطي إماراتي مع مقيم عربي، إذ ساعده بعد تعطل سيارته في شارع مزدحم، فكانت كلمات الناس متتابعة في الثناء على هذا الموقف النبيل، ثم جاء اتصال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بالشرطي أحمد الحمادي للثناء على صنيعه بكلمات جميلة عذبة، لا تُستغرب من سموه.. وهكذا يكون القائد الفذ، يشكر من يخدم الناس ويشعر بهم.

وما جرى يعدُّ درساً مهمّاً جدّاً في فنون القيادة والإدارة، ليت بعض المسؤولين يقومون بمثل هذا الصنيع، خاصة المديرين الذين لا يكترثون بهذه الجوانب إطلاقاً، إذْ مهما قدم الموظف من جهد وهمة فلا يسمع من مديره كلمة شكر وثناء، وإذا سمعها منه أحياناً فإنها تأتي باردة.

إن تقدير المسؤول الأعلى لموظفيه ومرؤوسيه يؤثر إيجاباً على العمل، وأذكر أن أحد الموظفين حدثني قصَّة مفادها: أنه تعب جدّاً من العمل في مكتب أحد المديرين، فضغط العمل لا يُتحمل، فقدم طلب نقل إلى مديره - الذي أعرفه شخصياً وعنده مهارات إدارية عالية - فأحضره المدير إلى مكتبه وأثنى عليه بكلمات رائعة فألغى الموظف طلب النقل مباشرة.


القادة الأفذاذ يتميّزون بمحاسبة المقصر وتشجيع المجتهد، أما إطلاق التصريحات الإعلامية دون سعي جاد لتقدير الموظفين أو الشعور بمشاعرهم والوقوف معهم، فهذا العمل سيضعف من إنتاجية الموظف لا محالة، ذلك أن كثيراً منهم لا يطلبون من رؤسائهم تقديراً ماديّاً، وإنما يطلبون منهم أن يشعروا بهم، ويُسمعوهم كلماتهم الطيبة.