الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

الموهبة وملح الطعام

يتباين بشكل واضح فهمنا للموهبة، وتختلف الآراء حوله، هناك من يعتقدها كل شيء وأن الموهوب، يأتي بالولادة والوراثة، وأنها هبة. وهناك من يراها رافداً للنجاح وعنوانه، ودائماً يربطها بالنجاحات بغض النظر عن نوع وطريقة هذا النجاح. هم قلة من يدرك جوانب الموهبة، وتفاصيلها، ومتطلباتها، قلة من يعلم أن الموهبة ليست شرطاً رئيسياً للنجاح والتفوق، وأيضاً قلة من يدرك أنها ليست خاصة بفئة عن أخرى، حيث يمكن تغذية النشء بالعلوم والمعارف، واكتساب المهارات التي تصل بهم لتحقيق النجاح والتميز. لا تركن للتصنيف ابني هذا موهوب، ابني الثاني غير موهوب، لا تعتبر أنها دلالة للنجاح، لا تربِّ أطفالك على مفاهيم ليست ملحة ولا فائدة مباشرة منها، علِّمهم واغرس في قلوبهم أهمية العمل والإنتاج، وكما قال الكاتب الروائي ستيفن كينغ: "الموهبة أبخس من ملح الطعام، لكن ما يميز الموهوب عن الناجح هو الكثير من العمل والاجتهاد". هذه القاعدة التي يجب أن نلتفت لها، لن تكفي موهبتك مهما كانت دون عمل، دون بذل الجهد والتعب، في حياتك التعليمية المدرسية، أو في حياتك الوظيفية العملية، أو في أي مجال آخر، المطلب الملح والضروري هو العمل والإنتاج. ومن هذه الجزئية نفهم أهمية تنظيم الأولويات، نفهم أن نضع المفاهيم في سياقها، وكما يقال وضع الحصان أمام العربة. لا نشغل عقولنا وأطفالنا بمفاهيم ومتطلبات تؤخر إنتاجيتهم وتبطئ عملهم ومنجزاتهم.