الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

الثقة والمهارة

نسمع كثيراً عن الثقة بالنفس، بل إن البعض يفسر رفضه الإصغاء لصوت العقل والحكمة عندما تقع مشكلة ما بحجة ثقته بنفسه، وهناك من يفوت على نفسه الخير الكثير بسبب ادعاء الثقة بالنفس، بل البعض يتصرف بشكل خاطئ ويتخذ قرارات ليست في محلها أو في غير أوانها، وعندما تناقشه أو تبلغه بمكمن الخطأ يرد عليك بأنه يثق في قراراته وفي نفسه وما يتوجه له. الثقة في النفس مطلب، بل هي حاجة مهمة في عدة مجالات حياتية، لكنها قاصرة ومتعثرة دون معلومات ومعارف، بل هي كارثة حقيقية إن تم استحضارها كشعار دون أي رافد معرفي أو علمي، من الجميل أن تثق بنفسك وقراراتك لكن عندما تكون مدعومة بالخبرة والدراسة والبحث. الثقة بالنفس ليست مشاعر وأحاسيس مجردة، أو هي رغبة أو توقعات، هي ثقة تنبع داخل كيانك وروحك بسبب معرفتك التامة وعلمك المحيط بالموضوع، لذا يكون حضور هذه الثقة مهماً وحيوياً. لذا نجد الكاتب والشاعر والخطيب جورج هربرت، يقول: «الثقة بالنفس والمهارة، جيش لا يقهر». فقد وضع المهارة مع الثقة، لأنها مكملة ومتمة لها، والمهارة هنا تعني الإتقان وتعني العلم والمعرفة، وكيف تحصل على المهارة دون الإتقان دون العلم دون التعود والتمرس. نعم ثق بنفسك وقدراتك ومواهبك وإمكاناتك، ولكن ليكن معها وبجانبها علمك ومعارفك وعلومك.