الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

انتبه متى تتجاهل

سمعت إحدى الصديقات تتحدث عن راحة نفسية كبيرة حققتها، عندما قررت عدم الالتفات لمنغصات الحياة ولا إلى الأخطاء العابرة من الآخرين، وأنها بهذا النهج سلمت من الشد والجذب، وهي تتبع أسلوب التجاهل، وهو منهج تحدث عنه الكثيرون، والبعض أفرد له مساحة من بحوثه، ويثبت يوماً وراء الآخر، أن التجاهل فن، نحتاج لتعلمه وإتقان طريقته، لأن هناك جوانب لا يجب فيها ممارسة التجاهل، خاصة المجالات التي تتعلق بالحقوق والواجبات، فكيف يمكن أن تمارس التجاهل في حق مالي مستحق لك، أو كيف يمكن أن تتجاهل تهديداً يمسك ولا تلتفت لمعالجته والتعامل معه، هناك أمور حياتية تتطلب المسارعة في التعامل معها، ويعد التجاهل فيها كارثة حقيقية، على سبيل المثال لديك ابن ترى أنه يصاحب ثلة ممن عرف عنهم سوء الخلق، فهل تتجاهل، أم تقوم بدورك كأب ومربٍ، وتعالج هذا الخلل؟ التجاهل هنا إهمال لدورك ورسالتك في الحياة. لذا قلت إن التجاهل فن يجب أن نتعلم مهاراته ومتى نتعامل به ومتى نتجنبه تماماً. الشاعر والكاتب والروائي والفيلسوف جورج ماكدونالد، له كلمة جميلة في هذا السياق، قال فيها: «التجاهل وقت الغضب ذكاء، والتجاهل وقت المصاعب إصرار، والتجاهل وقت الاساءة تعقل، والتجاهل وقت النصيحة البناءة غرور، فانتبه متى تتجاهل».

ويبقى جوهر وقيمة التجاهل ملموسة وكبيرة، بل أثره واضح على الحالة النفسية والمزاجية للإنسان، ويكفي أنه يساهم في الهدوء والراحة النفسية. لكن مرة أخرى لا يكون على حساب الحقوق والواجبات المناطة بنا، عندها يصبح إهمالاً وعدم تقدير للمسؤولية.