البعض يعشق تمثيل الــ(بلاهة) ولا يستطيع العيش (بلاها)! في حين تصبر تلك النفوس، وتكتم الغيظ وتصد العبوس، حين تتعامل مع هؤلاء السوس، ولا بأس إن قلنا المجوس، ثم تحمد الله على ما ابتلاها! فالسؤال الذكي غالباً ما يقابله جواب غبي، والسؤال الغبي غالباً ما يقابله جواب ذكي.
موسيقارٌ من الولايات المتحدة الأمريكية، له أصولٌ عريقة وجذورٌ روسية، ملحنٌ بارعٌ وقائدٌ للفرقة الموسيقية، ومؤلفٌ متميزٌ للموسيقى التصويرية، ولذا يعتبر (بيرنارد هيرمان) من أشهر ملحني الأفلام السينمائية، فقد كان طالباً في مدرسة «ديويت كلينتون الثانوية»، ثم درس بجامعة نيويورك ليلتحق بدورات تدريبية، وبعدها واصل دراسته حتى مطلع الثلاثينيات الميلادية، وحينها عمل في إحدى المحطات الإذاعية، وشارك في برنامجٍ يبث في النشرة المباشرة الهوائية، حيث ألف فيه ألحاناً بأساليب متنوعة وابتكارية، وذلك لزيادة وتقوية وضبط الحبكة الدرامية، عند إنصات المستمع إلى الأحداث الصوتية أثناء سرد المسرحية، كما عمل للعديد من المسلسلات التلفزيونية، وبعدها انطلق كالسهم في سماء هوليوود الذهبية، لتبقى موسيقاه تختلف من حيث المزايا الإبداعية، وكأنها مشعة بالنغمات بصورة استثنائية، وبالتالي لا عجب من قيادته الفذة الخيالية، للحفلات الضخمة الأوركسترالية، ولا من إعداداته الدقيقة في الأعمال الأوبرالية، لتنتهي بكل أسف مسيرته المهنية، بعد طول خطواته الفنية، في 64 عاماً من كم العطاءات السخية، وذلك عقب إصابته بنوبة حادة قلبية، ضربته مباشرة عند انتهائه من تلحين آخر نوتة في فيلم «سائق التاكسي»! لتصبح وفاته عالقة بين فرحة الأنغام وبين الدموع والمآسي.
الجدير بالذكر أن هذا الفنان الرائع والموسيقار، قد حصل وبجدارة على جائزة الأوسكار، ومن أشهر أعماله: [سايكو، المواطن كين، مرتفعات ويذرنغ، يوم وقفت الأرض ساكنة] وغيرها من الأعمال التي أصبحت في قلوبنا ساكنة، ولهذا أكد (برنارد هيرمان) أنه كان الرجل الصحيح عند تأليفه لموسيقى فيلم «الرجل الخطأ»!