السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

أنتِ نرجسيّة! والسلام عليكم

من طرائف فضاءات التواصل أنها تفتح لك المجال واسعاً للتعارف مع كافة أطياف المجتمع ومختلف العقليات الغريبة والعجيبة، منها ما يُقدّم لك إضافات معرفية وسلوكية هامة، ومنها ما يزرع في عقلك بذرة موضوع أو قصة فيها الكثير من الفوائد والطرائف ربما.

إحدى الرسائل الخاصة كانت مختصرة بشكلٍ غريب.. أنتِ نرجسية! عشرات الأسئلة تبادرت لذهني عن هذا التوصيف إن لم يكن اتهاماً! اخترتُ منها «وماهي النرجسيّة؟».. وبعد يومين وصلتني الإجابة «يعني مريضة نفسية»! هنا جاء سؤالي مُباغتاً «نرجسيّة.. أم مريضة نفسية»! تأخرت الإجابة 5 أيام بسبب صعوبة السؤال ربما! وتم اختصارها بكلمة واحدة «الاثنين»! هنا حسمتُ الأمر لضيق الوقت والمزاج بردٍ لم أتوقع أن يتم الإجابة عليه «عزيزي.. طالما أنك لا تعرف شيئاً عن النرجسيّة سوى الاسم.. وليس لديك أية معرفة عن الطب النفسيّ! لماذا تُقحم نفسك في موضوعٍ سيضعكَ في موضع حرج»!

الرد التالي كان هو بيت القصيد «لا أعرف لكن أنتِ مغرورة تحبين نفسك يعني نرجسيّة.. والسلام عليكم»! بالتأكيد لم أعتبر رده محاولة للمراوغة! بل من الواضح جداً أن الجملة توضّح مدى ثقافة الشخص وسعادته بالتقاط مصطلحات جديدة دون أن يفهمها، وفي نفس الوقت لديه حماس كبير لإيصال الفكرة التي هو مؤمن بها لي كي أفهمها وأعرف مقصده! لكن ثروة المفردات اللغوية لم تسعفه فقام بإعادة ترتيب الكلمات فحسب.. ثم حاول إنهاء الحوار لهذا السبب.

ردي عليه كان التالي «عزيزي.. لا أعتقد أني مغرورة كوني تفاعلت مع اتهامك بكل رحابة صدر كما أتفاعل مع الجميع.. أستفيد منهم وأفيدهم.. أنصحك بالاطلاع أكثر على تعريف النرجسيّة كسلوك.. أما كمرض مُصنّف في خانة الصحة العقلية فاسمه (اضطراب الشخصية النرجسيّة). لا أعتقد أني نرجسيّة كوني لا أبالغ وأضخّم في تقدير ذاتي. من الخلاصات العلمية في هذا الشأن أن النرجسيّة سهلة التعريف، إلا أنه من الصعب قياسها.. لا أقول ذلك دفاعاً عن نفسي فلستُ بحاجة له، لكني مهتمة بتنويرك أكثر» هنا كان الرد القادم من عمق النوايا «شكراً على المعلومات لقد استفدتُ كثيراً وآسف على أول رسالة لقد أرسلتها لأني توقعتُ أنكِ ستتجاهلينني كباقي المشاهير! أنا سعيد بالحديث ولديّ أسئلة أخرى كثيرة لو سمحتِ».. عزيزي.. مرحباً بك..