الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

إعلامنا في رمضان

الإنتاج الدرامي المحلي في رمضان كالعادة ضعيف وفقير، ولا تفهم ما الفائدة منه، وما الرسالة التي يقدمها للمشاهدين؟.. وأجد مسلسل (خاشع وناشع) فقط، هو من يستمر في النجاح بأفكار بسيطة ولكنها غير تقليدية ومسلية.

واضح أن ميزانية المسلسل لم تكن كبيرة، لأن الفنان عبدالله زيد عرف كيف يستفيد من (الميزانية و المكان والبيئة)، ليقدم لنا لوحة تراثية مسلية ثرية غير متوقعه، تثبت أن المجتمع مشتاق لمثل هذه المسلسلات التراثية في إطار كوميدي، ونقترح عليه أن يُطعّم مسلسله المقبل ببعض الممثلين الخليجيين، وبما يكفي ليظهر مختلفاً وأكثر تميزاً، ونتمنى أن يتم دعم هذا الفنان لأنه يقدم مشروعاً درامياً مختلفاً يجذب الجمهور.

والسؤال هنا، الذي يوجه لقنواتنا المحلية: لماذا يظهر السخاء في شراء الإنتاج الخارجي، ويصيبها البخل والتقشف في الإنفاق على المسلسلات المحلية؟ ألا تعتبر المسلسلات المحلية منتجاً محلياً يجب دعمه وتصديره؟

للأسف، فنادراً تجد المسؤولين على قنواتنا المحلية يحملون (قلب فنان يبحث عن النصوص الجميلة، وعقل تاجر يفهم متغيرات السوق ومتطلبات الجمهور، وصاحب همة عالية يحدث تغييراً في أسلوب إنتاج بعض تلفزيوناتنا النائمة في سبات عميق والمعتدة على الدعم الحكومي).

الدول تنفق الملايين من أجل تعزيز قوتها الناعمة، والتي من ضمنها الأفلام والمسلسلات من أجل نشر لغتها وثقافتها ووجهة نظرها سياسية ودينية وثقافية، والتي تعتبر إحدى خطوط الدفاع الأولى عن الدولة، ولكن للأسف لا يزال البعض يعتبر المسلسلات المحلية مجرد تمثيل وليست رسالة وطن؟ دولتنا تقدمت في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والسياحية، ولكنها متراجعة في الدراما وبعض الرياضات.

تابعت العديد من قنواتنا الإذاعية في رمضان ووجدت أنها (مستسهلة) في الكثير من إنتاجها الرمضاني، حيث تكون أغلب البرامج الدينية في قوالب لا إحساس فيها ولا معنى، وإذا تحوَّلت للجانب الآخر تجد (ضحكاً رقيعاً من قبل بعض المذيعات)، وضحكاً وفرفشة بدون سبب ومعلومات غير مهمة، عن ماذا أكلت على الإفطار تلك المذيعة؟ وماذا حدث لذلك المذيع على السحور؟ ولا يوجد شيء مفيد غير بعض البرامج الإذاعية، منها برنامج حارب السويدي الذي يحمل الصبغة التراثية، وهذا مؤشر واضح على أن الناس تحن إلى القديم في ظل متغيرات مستمرة، ولا يزال البعض يصرُّ على أن يقدم لنا (ذوقه الرخيص) في أيام مباركة، والسؤال هنا: إلى متى تظل جهاتنا المعنية تصرف على (كلام في الهواء)؟