«شدو الحروف».. برنامج تلفزيوني توثيقي أدبي، شرعت في إعداده عام 2019 لأوثق مسيرة شعراء دولة الإمارات الشعبيين، ونظراً لأني أمتلك مكتبة غنية بدواوين الشعر الشعبي وكتبت عن كثير منهم، فقد قررت أن أعد ذلك البرنامج الذي أطرح فيه حكايات أولئك الشعراء، كما أقدم مختارات من قصائدهم.
في الجزء الأول الذي بثه تلفزيون الشارقة خلال شهر رمضان المبارك عام 2020، تناولت سيرة 30 شاعراً من أنحاء دولة الإمارات، وكان توزيعهم كالتالي، 6 شعراء من أبوظبي، 10 شعراء من دبي، 7 شعراء من الشارقة، 4 شعراء من عجمان، شاعر واحد من أم القيوين، وشاعران اثنان من رأس الخيمة.
أصداء البرنامج كانت جيدة والحمد لله، كما أن فريق العمل الذي عمل معي على إنجاز البرنامج كان فريقاً متميزّاً من جميع النواحي، فقد كان البرنامج بفضل ذلك الفريق مقبولاً في الشكل والمضمون، ما دعانا لعمل جزء ثان منه.
بالفعل في شهر يوليو من عام 2020، شرعنا في تسجيل الجزء الثاني من البرنامج، لكن هذه المرة كان الاستعداد أكبر وأكثر تنظيماً، رغبة في جودة أكثر للعمل، ففي الجزء الأول استعنا برسام لرسم صور للشعراء ولرسم أعمالهم، لكننا في هذا الجزء جعلنا الرسام يصور كثيراً من المواقف المهمة للشعراء وكثيراً من الأحداث التي مروا بها، رغبة في جعل المشاهدين يعيشون تلك الأجواء العامة والخاصة للشاعر.
كان توزيع الشعراء في الموسم الثاني أكثر دقة فقد كانت البداية مع شاعر هو الأكثر شهرة كشخصية فنية وكشاعر فكاهي، وهو الشاعر سلطان بن حمد بن سليمان الشامسي المشهور باسم سلطان الشاعر، الذي اشتهر كشاعر شعبي وكممثل وكاتب للدراما، ومن أهم أعماله «اشحفان» الذي عرض، ويعرض، مراراً وتكراراً على المحطات الإماراتية والمحطات الخليجية.
كما اخترنا أشهر شاعر في القواسم وهو الشيخ صقر بن خالد القاسمي، الذي حكم إمارتي الشارقة ورأس الخيمة، وكان شاعراً حكيماً ومميزاً لا يشق له غبار.
كما اخترنا شخصية الراحل المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان كونه واحداً من أبرز شعراء الخليج لنقدم عنه حلقة مميزة في الـ19 من رمضان وهي ذكرى وفاته، وهو اليوم الذي خصص ليكون يوم زايد للعمل الإنساني، وهو اليوم الوطني الإماراتي للأعمال الإنسانية.