الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

فيزا ثقافية إبداعية.. لمواطني الدولة!

نفخر في دولة الإمارات العربية المتحدة، باعتماد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، في عام2019، أول فيزا ثقافية طويلة الأمد في العالم، وهي منظومة مُبتكرة تَمنح تأشيرة «الإقامة الذهبية» لأصحاب المواهب الإبداعية في مجالات الأدب والثقافة والفنون والدراسات التراثية والتاريخية والمعرفية والفكرية، ومختلف الصناعات الإبداعية. ولاحقاً توسَّع مشروع التأشيرة الذهبية الممتدة لـ5 أو 10 أعوام، لتشمل عدة فئات من أصحاب الإبداع والابتكار والنبوغ والطلبة المتفوّقين والعلماء والمستثمرين وروّاد الأعمال من خلال مرجعياتٍ ومعايير محدَّدة.

المنظومة ككل لها العديد من التأثيرات الإيجابية على ريادة الدولة ونخبوية العقول المقيمة فيها والتي تحقق معادلة الربح المشترك مع المجتمع الإماراتي. فحسب الأرقام الدولية الإمارات من أبرز الدول عالمياً في جاذبية العيش والعمل والاستقرار العائلي، كما أن عبقرية الفكرة تُحسب لقيادتنا الرشيدة التي تحقق المزيد من المكاسب في تعاملها مع تصميم المستقبل وتطوير ريادتها في مساحاته بكل المجالات والحقول الإبداعية. الفكرة لاقت أصداء واسعة من مختلف أطياف المبدعين من جنسيات العالم، وخاصة المقيمين في الدولة أو أولئك الذين سبقت لهم الإقامة فيها فنشأت بينهم وبينها روابط مهنية وعاطفية واجتماعية وحياتية وكان حلمهم العودة لها، العودة بالنسبة لهم كانت أروع من أن تصفها الكلمات.

على مستوى المبدعين والمثقفين والمؤثرين الإماراتيين، نحن بانتظار مبادرةٍ تُنصفهم من الفوضى والإهمال والعشوائية في استثمار خبراتهم ومهاراتهم وإبداعاتهم ونقاط قوتهم وتأثيرهم، بالشكل الأفضل والأمثل لخدمة الوطن ولينالوا حقهم الطبيعي في منحهم معادلة متوازنة بين حقوقهم وواجباتهم كي يضعوا كامل طاقتهم الإبداعية في دفع وتطوير مسيرة التنمية والريادة الوطنية.

نحن بانتظار منظومة وطنية مُتقنة تعمل وفق مؤشرٍ إبداعيّ ذي معايير مدروسة يديرها مختصون لدراسة ملفات المبدعين الإماراتيين وتوظيف إبداعاتهم وكفاءاتهم بشكلٍ احترافيّ، كي يعودوا بقوة في مرحلة التعافي واستعادة رتم المسيرة الإبداعية الزاخرة بعد انحسار آثار الجائحة. أعتقد أنه الوقت المناسب لذلك.. هل توافقونني الرأي؟